أن يقع حادث من أي نوع في أي مكان في العالم فهذا شيء طبيعي، لكن ما يبهر ويدعو للفخر ما يحدث عندنا هنا على هذه الأرض في تعامل أجهزة الإنقاذ والإخلاء والإسعاف والخروج من حوادث كبيرة بأقل الخسائر بعيداً عن الأرواح البشرية وتنحصر فقط في الخسائر المادية.

بالأمس القريب وتحديداً في ليلة رأس السنة الميلادية حيث كانت الأنظار متجهة إلى دبي تعاملت الأجهزة المعنية مع حريق ضخم شب في فندق مليء بالنزلاء من مختلف الأعمار والجنسيات تعاملت بكفاءة غير مسبوقة ليس في مكافحة النيران التي ساهمت الرياح الشديدة آنذاك في انتشارها بسرعة كبيرة وإطفائها في زمن قياسي بل في الخروج بسلام من ذلك الحادث وإنقاذ جميع النزلاء، وأصبح حديث العالم الذي انبهر بدبي مرتين، مرة بالتعامل مع الحادث ومرة بالحفل الكبير الذي أقيم في موعده ابتهاجاً بحلول العام الجديد.

ظهر أمس كانت ذات الأجهزة مع تحد آخر هذه المرة، مع طائرة قادمة من الهند وعلى متنها 282 راكباً من مختلف الأعمار وطاقمها الـ 18، والتي تعرضت لهبوط اضطراري واشتعلت فيها النيران، وبدأت عملية إخلائها من الركاب والطاقم بسرعة فائقة، وما لبثت أن عادت حركة الملاحة من جديد تستأنف رحلاتها من مطار هو الأجمل والأكثر ازدحاماً بين مطارات العالم.

على أرض المطار كانت جميع الأجهزة والإدارات على أهبة الاستعداد في التعامل مع الهبوط الاضطراري للطائرة بكفاءة عالية واقتدار، وفي أماكن أخرى على صلة بالتعامل مع الحادث وقف الجميع لتلبية نداء الواجب والمساهمة في تقديم الخدمة، وإعلام تعامل مع الحدث لحظة بلحظة يستقي المعلومة من مصدرها الصحيح بكل صدق وشفافية فليس هناك ما يخفيه والصور تلتقط مباشرة من المطار، وشعب محب لوطنه ساهم بدوره في إيصال المعلومة الصحيحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باختصار الجميع سخر نفسه من أجل الصالح ويصفق لخروج المسافرين بسلام، ويحمد الله على سلامتهم في حادث مفاجئ نجوا منه بخير ويطيل التصفيق لأداء سريع وجهد جماعي فعال خفف من وطأة ما حدث.

التعامل الذكي والاحترافي لقائد الطائرة الذي هبط بها على مدرج الطوارئ، ثم الإخلاء السليم للركاب على يد طاقم متدرب ومحترف، أيضاً، لعبا دوراً في تمكين الخروج الآمن فاستحقوا أن ينطلق المغردون بتغريدات تثمن جهود طيران الإمارات وتجدد ثقتها بهذه الناقلة الوطنية التي تثبت سجلات سلامة وصيانة وتاريخ طيران الإمارات أنها من الأفضل عالمياً، ويعتبر حادث الحريق هذا، الأول منذ انطلاقة رحلاتها قبل 30 عاماً.

ولا نملك بعد شكر الله وحمده سوى أن نؤدي تحية واجبة إلى الجهود التي بذلت يوم أمس وقد أثبتت أن الإمارات قادرة على التعامل بحرفية عالية واقتدار مع أي حادث أو أزمة.