عند الحديث عن التعليم في أي مجتمع كان، ذاتُ الهموم تتكرر من حيث المبدأ؛ فالجميع يسعى للإصلاح والتطوير في بلاده.

أتوقف عند التعليم في فنلندا الذي كان سيئاً للغاية، وعندما تم تقييم مستوى الأطفال حول العالم كانت كل من فنلندا والنمسا في أسفل القائمة، من حيث التعليم، وهذا بالطبع لم يعجب فنلندا، فقامت بتجربة أفكار جديدة، وفي غضون وقت قصير جداً قفزت إلى قمة العالم وأصبح طلاب مدارسها في أحسن المراتب.

كيف قاموا بذلك؟ هذا هو السؤال. تجيب وزيرة التعليم في فنلندا، وتختزل الرد بعبارة واحدة، وهي أنه «ليس لديهم واجبات منزلية»، وشددت على أهمية أن يتوفر للأطفال المزيد من الوقت كي يعيشوا طفولتهم.

في مدرسة ثانوية في فنلندا، جابت الكاميرا، ويظهر في تسجيل تلفزيوني مدير المدرسة، التي لا تزيد مدة أداء الواجبات فيها على 10 أو 20 دقيقة، فيقول إن مصطلح الواجب المنزلي برمته عفا عليه الدهر.

في مكان آخر، يسأل المذيع معلمة الصف الأول: ماذا لو أرادوا فقط تسلق الأشجار؟ تجيب: يمكنهم ذلك، وسوف يكتشفون أنواعاً مختلفة من الحشرات، وفي اليوم التالي يأتون ويخبرونها بما اكتشفوه.

قد يتساءل المرء: كيف يتسنى لهم تعلم أو إنجاز أي شيء؟ فتجيب معلمة أخرى: يحتاج العقل للراحة من وقت لآخر، وإذا عمل الإنسان بشكل متواصل فسوف يصل لنقطة لن يتعلم بعدها.

التلاميذ في فنلندا لديهم أقصر يوم دراسي وأقصر عام دراسي في العالم الغربي، وهم يبدعون بشكل أفضل بذهابهم إلى المدرسة لفترة أقل. في فنلندا، الأمر يتمحور حول الطالب، بل حتى عندما تريد المدرسة إعادة تأهيل الملاعب فإنهم يطلبون من المهندسين الحضور والتحدث إلى الأطفال؛ ويستمعون لهم جيداً ويحققون لهم ما أرادوه في الملاعب.

إن وسائل التعليم وأشكاله، ووسائل التأثير في الطالب أمر مهم جداً، لا بد أن يخضع للتحليل؛ فالهدف هو الطالب أولاً وأخيراً.