بكل حزم وحسم وموقف غير مسبوق وغير معهود حمل وزيرنا معالي الشيخ عبدالله آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام على عاتقه مسؤولية التصدي لمن أسماهم بـ«الذباب الإلكتروني» وصف دقيق للحال فليس هناك أكثر من الذباب من يحوم حول القاذورات عند صناديق وحاويات القمامة بل ويقتات على ما فيها، مسبباً الإزعاج للآمنين والقرف والاشمئزاز لهم من أفعاله وتطفله.
أكثر من ذلك اتخذ خطوات جريئة وعملية ودق هذا العش محذراً ومنذراً منه ومما يسببه من الفتن والإيقاع بين مجتمعات آمنة دأبت على الحب والوحدة في ما بينها واستغلال مواقف سياسية وربما اختلاف في وجهات النظر في ما بينها، وهو أمر اعتيادي وطبيعي أن يختلف أفراد البيت الواحد في ما بينهم دون أن يؤدي ذلك الاختلاف في وجهات النظر إلى خلاف بين الأشقاء، والتاريخ لا ينسى الكثير من تلك المواقف حصلت وانتهت على خير، إذ لم يكن هناك من يؤجج نيران الحقد والفتن في البيت، كما هو الآن.
ظاهرة خرقت الجسد الواحد فأصبح هشاً لا يقوى على الصمود أمام أي هزة ريح، من هنا تبرز أهمية الحملة الوطنية الخليجية وتستحق أن تكون عربية تتصدى لكل أشكال ومحاولات الاستمرار في النيل من هذا الجسد الذي خلق قوياً ويجب أن يبقى كذلك ويتعافى من هذه الآفة إن لم يكن بالأمصال فليكن بالكي وربما بتر العضو الفاسد حتى لا تستشري في كامل الجسد.
رفع الشيخ عبدالله آل حامد راية لا للإساءة لدول الخليج، ونادى باحتكام العقل والمنطق وعدم الانجراف وراء إساءات تصدر ضد دولنا ورموزها من حسابات وهمية لأسماء مزيفة، تتسبب بالوقيعة بين شعوب تربطها علاقات أخوية قوية ومصير واحد على كل المستويات، ودعا بقوة إلى الوحدة والتصدي لهذا الذباب بل والخلاص من شره.
أقدم على هذه الخطوة وهو مدرك تماماً ما قد يتعرض له من إساءات لفظية وربما أكثر وهو الشخص الخلوق الذي يتخذ من الذوق والأدب أسلوباً للتعبير بعيداً كل البعد عن أساليب المتخفين بين خيوط الشبكة العنكبوتية، لكنه مؤمن كذلك بأن هناك من يحمل الهم نفسه، هؤلاء هم رهان «بو محمد» ومنهم يستمد العون والسند، بدعمهم وتأييدهم يصبح الصعب سهلاً.