لا يشك عاقل بأنّ معظم ما نراه اليوم من أحداثٍ متسارعةٍ في الوطن العربي، إنما جاءت بتخطيطٍ
سابقٍ من قوى الشر الذين يريدون العبث بأمن البلاد العربية كلها من أجل مصالحهم الاستراتيجية، فهم لا يبالون بمن يتحالفون معه من أجل الوصول بأقصر الطرق إلى مكاسب سياسية واقتصادية، ولو جرى لتحقيقها سيل من الدماء البريئة من جرّائها، فقد أوصلوا المتطرف (الخميني) في طائرةٍ فرنسيةٍ إلى (طِهران) منتصراً بأيدي الشباب الإيراني الجاهل المتحمّس سنة 1979، ومن ذلك الوقت لم تتوقف اختلاق الحروب والدسائس والأحقاد وتكوين الجماعات المتطرفة المسلحة كحزب الله في لبنان والعراق والسعودية والبحرين ودول أخرى، ومن بينها تحويل الحوثيين (الدراويش) إلى مليشيا مسلحة في اليمن لتزيد من هيمنتها فتسيطر على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي تمر من خلاله 7% من ناقلات النفط في العالم، إضافة إلى سيطرتها على مضيق هرمز الذي هو طريق لـ 40% من ناقلات النفط.
لقد نجحت إيران في جعل حصار أميركا لها فتحاً وفرصةً لها للدخول إلى الدول التي تعيش فيها أقليات شيعية فأمدتها بكل ما تحتاجه من مالٍ وتدريبٍ ودعمٍ كاملٍ، ولهذا أجزم بأنه لن يتخلى الحوثيون عن إيران وسيظلون على ولائهم وقتالهم الذي هو أشبه بالانتحار، لأنهم إذا استسلموا فقد أعلنوا نهايتهم، ولهذا هم يستميتون لإطالة أمد المعركة مع دول التحالف العربي ولو خسروا (صنعاء) فسيظلون خنجراً في ظهر كل حكومة قادمة في اليمن إلا إذا تم تشتيتهم وشراء ولائهم.