يضيء يوم الـ 30 من نوفمبر من كل عام، ذاكرة الوطن، حاملاً معه مشاعر الفخر والعزة ليوم الشهيد، اليوم الذي تُرفع فيه رايات الشموخ تقديراً لتضحيات أبناء الإمارات الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وكرامته.

في هذا اليوم، يقف الوطن إجلالاً لمن قدموا أغلى ما يملكون من أجل أن يبقى المستقبل مشرقاً وآمناً، وللتأكيد أن الشهداء ليسوا مجرد أفراد تركوا أثرهم في صفحات التاريخ، بل هم جزء حي من روح الأمة، ورمز للإرادة التي تجعل المستحيل ممكناً.

يحمل الاحتفال بيوم الشهيد دلالات تتجاوز التكريم التقليدي، فهو يضع الشهداء في ذاكرة حية تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، ويقدم أداة قوية لتعليم الأجيال الشابة أن التضحية ليست مجرد فعل لحظة، بل هي إرث يمتد ويستمر في بناء الهوية الوطنية، ويُسهم في غرس قيم الولاء والانتماء، وتعزيز فكرة أن حماية الوطن مسؤولية جماعية تتطلب التفاني والعمل الدؤوب.

على الجانب الآخر، تُظهر الحكومة التزاماً ملموساً تجاه أسر الشهداء من خلال مبادرات تهدف إلى ضمان استقرارهم ودعمهم نفسياً واجتماعياً، هذا الدعم لا يقتصر على الجوانب المادية، بل يمتد ليشمل احتضانهم كجزء من النسيج الوطني، مما يعكس رؤية الإمارات القائمة على التقدير والإنسانية.

يمثل يوم الشهيد أيضاً مناسبة لتقييم حاضرنا ومستقبلنا من خلال استلهام دروس الماضي، فهو يعزز الوحدة الوطنية، ويؤكد أن رفعة الأوطان لا تتحقق إلا من خلال التضحيات. إن رسائل يوم الشهيد تمتد لتكون دعوة للجميع لمواصلة العمل على تحقيق طموحات الوطن، إنها دعوة لإدراك أن الشجاعة ليست فقط في ساحات المعارك، بل أيضاً في ساحات البناء والتنمية، حيث يشارك كل فرد في موقعه مهما صغر أو كبر في تحقيق رؤية الإمارات الطموحة التي لا تقف عند حد.

نكرم الشهداء بعمل مستمر يضمن أن تضحياتهم لم تذهب هباءً، ويبقى يوم الشهيد محطة فريدة للتأمل والوفاء، حيث ننظر إلى الأمام بعزيمة أكبر مستلهمين قوة من رحلوا، ومؤكدين أن الإمارات ستظل دائماً وطناً للعزة والكرامة، وحصناً منيعاً لكل من يعيش على أرضها.