خلال مباراة منتخبنا الوطني مع منتخب كوريا الشمالية مساء الخميس الماضي، وبعد نتيجة التعادل التي وصفها البعض بـ «التعادل بطعم الخسارة»، كان للشارع الرياضي بكامله رأي واحد، أنه لم يرَ شيئاً في الملعب، فلا فريق قوي متجانس، ولا خطة واضحة، بل بدا المنتخب وكأنه بلا ملامح، لم يتمكن من تقديم شيء يذكر، لتعج المساحات على منصات التواصل الاجتماعي، بغضب جماهيري لا حد له، حزناً على حال الفريق الذي لا يلبي أقل الطموحات، وغير قادر على مواجهة منتخبات آسيا، ولا أمل في تحقيق مركز متقدم، أو حتى الثبات في بطولات خليجية مقبلة.

أكثر الصور وضوحاً أن جماهير الكرة، وتحديداً الواقفة باستمرار خلف المنتخب الوطني، ليست جماهير تحبو لتتعلم ألف باء الكرة، بل شباب واعٍ وفي، يدعم المنتخب بكل حب، ويتمنى رفع اسم الدولة في محافل البطولات الخليجية والقارية والدولية، ويفهم جيداً أبجديات اللعب، وخبير في كرة القدم، معشوقة الجماهير عبر القارات.

خلال الأيام القليلة الماضية، أصبحت مواضيع دردشات المساحات جميعها رياضية، ولا حديث للمشاركين فيها والمتحدثين، سوى حالة المنتخب الوطني، الذي أصبح يترنح ويتذبذب، ويواجه تحديات كبيرة، لعل أهمها إعادة بنائه، وإيجاد نوع من التوازن بين اللاعبين، فالمحزن هنا، ليس فقط النتائج التي حققها المنتخب في تصفيات كأس العالم 2026، فبعد بداية قوية بالفوز على شقيقه المنتخب القطري 1/3، تراجع الأداء في المباريات التالية، فخسر أمام إيران بهدف دون مقابل، ثم عاد ليتعادل مع كوريا الشمالية 1/1، ويصبح في المركز الثالث في المجموعة برصيد 4 نقاط، بل ما يحزن حقاً، ويثير الاستغراب والتعجب، هي حالة المنتخب الذي أصبح بلا هوية ولا ملامح، ولا يعرف المتابع لخطوطه في الملعب، مواطن القوة ونقاط الضعف، ولا يستطيع تحديد مكمن الخطورة له أو عليه، وهذه مصيبة كبرى.

الملاحظ أن الجماهير المتعطشة للفوز، وتأمل أن ترى المنتخب يحقق النجاحات والبطولات، وحدها من تطلق صرخات الغضب، وهي التي تطالب وتنادي وتدعو، أملاً في الإنقاذ، وإعادة الفريق إلى حالة من الانسجام وتصحيح الأخطاء، بينما يتساءل من ليس له اهتمام بالشأن الرياضي، عما يدور في أروقة العمل، ومثلهم يتساءل الآخرون، أين المسؤولون عن هذه الإحباطات والانزلاقات، التي كادت أن تهوي بسمعة الكرة الإماراتية؟ أين المخلصون ممن لهم باع في شأن كرة القدم الإماراتية، أن يدلوا بدلوهم، ويكون لهم رأي في إصلاحات تطال كل شيء، من يعمل من أجل الأبيض؟