Al Bayan

قطارات الاتحاد

ما إن كشفت «قطارات الاتحاد» عن مدة الرحلات الزمنية لقطار الركاب عند تشغيله في أنحاء الدولة، وقالت إنها تشكّل بداية عصر جديد للتنقل والسفر، إذ بينت أن الرحلات بين أبوظبي – دبي، تستغرق 57 دقيقة، وبين أبوظبي – الرويس 70 دقيقة، وبين أبوظبي - الفجيرة 105 دقائق، بسرعة تصل إلى 120 كم في الساعة، حتى عجت منصات التواصل الاجتماعي بتفاعل غير مسبوق من أبناء الخليج، الذين عبّروا عن فرحتهم بهذا الإنجاز، الذي وصفوه أنه تاريخي، ويعد خطوة مهمة نحو المضي قدماً، لربط دول مجلس التعاون بشبكة سكة حديدية خليجية متكاملة.

مشروع استراتيجي وطني، أنجز بتعاون 180 جهة اتحادية ومحلية، و133 مليون ساعة عمل، بقيادة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، فريق وطني واحد، يمثل اقتصاداً وطنياً ورؤية تنموية واحدة، يجسدون حكاية قطارات الاتحاد، فكان إطلاق شبكة السكك الحديد الوطنية، التي تربط 4 موانئ في الدولة، و7 مناطق لوجستية، وتنقل 60 مليون طن من البضائع سنوياً، لتعد أكبر مشاريع البنية التحتية.

ويدعم الاقتصاد بقيمة 200 مليار درهم حتى عام 2050، وتكون قطارات الاتحاد وسيلة فعالة كذلك للنقل الجماعي، تسهم في تخفيف الازدحام المروري الخانق، وقطعاً، سيكون لهذه الوسيلة إسهامات في تقليل الانبعاثات الكربونية، بتقليل الاعتماد على النقل البري بالشاحنات والسيارات.

هذا المشروع، الذي يكتمل بحلول عام 2030، فيما سيبدأ بتشغيل خدمات نقل الركاب قبل ذلك، لتعزيز النقل المستدام، والاقتصاد الوطني، والربط بين دول المنطقة.

الأمر لم يخلُ من بعض التعليقات والدردشات بين الشباب، الذي رأى بعضهم أن مدة زمنية قدرها 57 دقيقة من أبوظبي إلى دبي طويلة، وقد لا يكون ذلك مشجعاً لتفضيل القطار على السيارة، فالمفروض أن القطار يختصر المسافة، ويكون الوصول في زمن قياسي،.

فالملاحظ في دول كثيرة، أن سرعات القطارات تبدأ من 200 كلم في الساعة، وتصل إلى 320 كلم في الساعة، كما هو الحال في اليابان، على سبيل المثال، لذا، ترى إقبال الناس على هذه الوسيلة كبيراً، وتبقى القطارات هي الخيار الأفضل عندهم، ناهيك عن أسباب أخرى، تتعلق بثقافة الياباني، من حيث دقة المواعيد والالتزام.

والازدحام المروري، خاصة في العاصمة طوكيو وأوساكا، لذا، يفضل فيهما المواطنون عدم استخدام السيارات، التي لا تحقق لهم الراحة التي يجدونها في القطارات، مثل المقاعد المريحة، وخدمات «واي فاي»، والمرافق الملحقة بالقطار، وتبقى ثقافة التعود على وسائل النقل الجماعي، تصنع الفارق دائماً.