كان يوماً استثنائياً بامتياز، حفل جوائز تحدي القراءة العربي لعام 2024 الذي أقيم صباح أمس بدار الأوبرا في دبي والتي اكتظت بحضور عربي لافت، وضجت بالتصفيق والهتافات العالية التي هزت الأرجاء بدخول راعي الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

أي حديث عن حدث مهم بقيمة «تحدي القراءة العربي» لن تفيه الكلمات حقه وتعجز العبارات أن تسطر الحالة بدقة، كانت حالة خاصة، وحدتها المشاعر ابتسامة كانت أو فرحة أو حتى دمعة هي التي سادت الموقف وهي التي تمكنت من أن تعبر بصدق عن حدث يقف وراءه حكيم أطلق المبادرة قبل سنوات واحتضن أبناء العروبة من طلبة المدارس ومن يقف وراءهم أسراً كانت أو مدارس أو معلمين فالجميع شريك فيها والنجاح هو نتاج تلك الجهود ومنسوب لكل من بذل فيها جهداً مهما كان قليلاً ومتواضعاً.

القيمة لم تكن في القيمة المالية التي رصدت للفائزين وشركائهم في النجاح ولا في الجهد الكبير المبذول لدعوة واستضافة العدد الكبير من المشاركين في التحدي من جميع الدول العربية، الذين شرفوا بلدانهم فتصدرت أعلامها مدخل دار الأوبرا في دبي ومسرحها، والأجمل من ذلك عروض الخطابة التي قدمها الناشئة والشباب ليعرفوا الحضور بأنفسهم مباشرة بعد أن وصلوا إلى المراحل من التصفيات في جائزة تحظى بثقة عالية من الطلبة من كل الأنحاء، جائزة لا تمنح إلا لمستحقيها، تحدٍّ لا ينال شرف الوصول إلى التصفيات فيه إلا من تجاوز كل المراحل باستحقاق وعن جدارة، لذا فليس غريباً أن يشارك 28 مليون طالب من 50 دولة في القراءة في وقت يشكو الكتاب من الهجر والإهمال.

الجائزة ليست مجرد حفلة، بل هي تحدٍّ مع الذات وقدرة على بناء الشخصية القوية المتميزة المعتدة بنفسها وعروبتها وعقيدتها وماضي آبائها وأجدادها. أما وإن عرجنا على أصحاب الهمم فالحديث يكون ذا شأن وشجن، حالات نقلتها الكاميرات إلى الشاشة الرئيسة أوضحت كيف كانوا وأين صاروا بفضل رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لهم وتقديم خدمات متنوعة أسهمت في نقلهم من حال إلى حال، هو الاستثمار الحقيقي في الإنسان الذي هو أساس التنمية الشاملة. بقي أن نقول إن «تحدي القراءة العربي» جمع أبناء العروبة ضمن مظلة الكتاب وعلى منصة القراءة التي لملمت شتات ما فرقته السياسة بأحداثها.