ما حدث في مباراة الزمالك وبيراميدز في نصف نهائي كأس السوبر المصري التي أقيمت في أبوظبي من أحداث الاعتداء على أحد الرجال المكلفين بالحفاظ على أمن المكان، من لاعبي نادي الزمالك ومدير الكرة بالفريق أمر غير اعتيادي، والقانون في هذه الحالات يأخذ مجراه، حيث تم إلقاء القبض على المعتدين الثلاثة وأحيلوا إلى السلطات المعنية، ما حدث وإن كان ينتهي في بعض الدول بالتراضي والاعتذار، إلا أن الأمر مختلف عندنا فالفيصل في هذه المواقف هو القانون.

ما لم يكن مقبولاً بأي حال ومرفوض شكلاً ومضموناً هو حالة الهيجان في الشارع الرياضي المصري بين رافض لما حصل وملقين باللوم على من خالفوا القوانين، ومنهم من أخذته حالة التعصب البغيض إلى ما هو أبعد من ذلك، والأسوأ أن بعض وسائل الإعلام الرياضية ذهبت إلى التصعيد والإساءة متناسية مسؤوليتها في مثل هذه المواقف التي يجب أن تكون أكثر حكمة وأكثر حرصاً على عدم الإساءة إلى دولة استضافت بطولة كروية، نسيت هذه الوسائل مسؤوليتها بأن تمارس دورها في نقل الأحداث كما هي بكل أمانة بدلاً من محاولات فاشلة في الاصطياد بالماء العكر.

تأجيج غير مقبول ولم يكن له أي داع من بعض وسائل الإعلام المصرية جعل جمهور ومشجعي الفريقين في حرب كلامية غير مبررة، تناست هذه الوسائل المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلام، وظنوا أن لاعبي الزمالك فوق النظام والقانون في دولة يحكمها القانون والعدالة والمساواة.

لكن أكثر ما استوقف الناس وأثلج صدورهم، هو العتاب العلني الذي تلقته بعثة نادي الزمالك في خطاب الاعتذار لدولة الإمارات قيادة وشعباً من مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك السابق في منشور على صفحته الشخصية على «فيس بوك»، إذ لم يترك أحداً من أعضاء الفريق.

حيث اتهم فيه مدير الكرة بتجاوز حدود الأدب في دولة شقيقة، وهاجم لجنة الزمالك التي أساءت للنادي، والحقيقة أنه قال فيهم قولاً أصاب فأوجع، ووضع خلاله النقاط على الحروف، وأكد المثل الشعبي القائل: « لو كل من جاء ونجر .. ما بقي في الوادي شجر».