اعتداء غاشم استهدف مقر رئيس بعثة الدولة في الخرطوم من خلال طائرة تابعة للجيش السوداني، أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى، في عمل أقل ما يمكن وصفه أنه «عمل جبان»، يحتاج إلى الرد الحازم والحاسم، عمل أخرق وأحمق تجاوز كل الأعراف وأصول التعامل مع مقرات البعثات الدبلوماسية دولياً كما هو متعارف عليه ويتنافى مع القانون الدولي.

أما وأن الخرطوم تحكمها ثلة من الأوباش الغوغائيين، فليس أقل من الرد عليهم بلغتهم، ووقف هذا الاعتداء الذي يعد انتهاكاً صارخاً لمبدأ حرمة المباني الدبلوماسية، وعمل إرهابي يزعزع الأمن والاستقرار.

وحتى لا تصبح الدول أرضية خصبة للمعتدين على حرمات مباني الدول الأخرى من قبل جماعات إرهابية مسلحة تعيث فساداً تقتل وتدمر وقد أحالت بلاد المسلمين خراباً، روعت الآمنين وخلفت وراءها تشرداً وجوعاً وعطشاً وفقراً وبلاءً وأمراضاً تفتك، وأعادت البلاد عشرات السنين إلى الوراء غير مبالية بأحوال الناس التي أصبحت أكثر بؤساً.

ما أقدمت عليه قوات تابعة للجيش السوداني من الاعتداء على مقر رئيس البعثة الإماراتية في الخرطوم هو عمل أخرق لا مسؤول تقف وراءه جماعات لا يجدي معها الحوار الدبلوماسي العاقل ولا الجلوس على طاولة الحوار، فأنى لمن ليس في رأسه من العقل والحكمة شيئاً أن يفهم لغة الحوار أو يحتكم إلى المنطق، هؤلاء كل شيء مباح أمامهم، وأي وسيلة اتبعوها وأي طريق سلكوه لا غضاضة فيه في عالم لا يعرف الحق ولا يعرف غير العنف والإرهاب والاعتداء.

حق للدولة خليجياً وعربياً وأفريقياً ودولياً التصدي لهذه الممارسات، التي لا يعني التأني معها والتعامل معها بحكمة، الضعف أو عدم التمكن من الرد عليها بمثلها وربما أشد ضرراً وأعمق تأثيراً، ولكن للصبر حدود وتحمل الإساءة من الأحمق أيضاً له مدى. حق السلاح بيد السفيه آفة هو كالحمار الذي يحمل أسفاراً، يجهل ما يحمل على ظهره ولا يعي مغبة الطريق السائر فيه.