المتتبع لنشاط فريق المجلس الوطني للإعلام بقيادة رئيسه معالي عبدالله بن محمد آل حامد يدرك أن هناك خلية نحل نشطة لا تهدأ فيها الحركة على المستويين الداخلي والخارجي، عمل دؤوب من أجل تحقيق أهداف كثيرة، خدمة للإعلام والإعلاميين.
لقاءات كثيرة هنا وهناك، ورحلات مكوكية تعبر الحدود، يقوم بها معالي عبدالله آل حامد، يجتمع ويستمع، وهو بالمناسبة مستمع جيد، آثر أن يسعى باحثاً عن الأفضل للإعلام الإماراتي، وتحقيق طموحات طال أمدها، وآمال لا بد أن تكون حيز التنفيذ في حال متغير يشهد الكثير، فما هو جديد اليوم يصبح في طي القديم بعد قليل، آثر أن يعمل، فأخذ يفتح النوافذ، بل البوابات الكبيرة، يطل على هذا ويقف عند ذلك، يناقش ثالثاً، ماداً يديه إلى كل من اختار أن يسير معه ويحمل مثله آمالاً عريضة بحجم السماء.
آثر العمل الجاد بدلاً من أن يقف بجانب فريق لعن الظلام وكسر المجاديف والرؤية الضبابية بل السوداوية التي تمنع رؤية سواها، أو أن ينضم إلى «فريق الدنيا ربيع والجو بديع». وبين هذا وذاك لا شيء مفيد في مجتمع ينطلق وثاباً بخطوات قوية ثابتة نحو الأعلى، يحجز في هذا الفضاء الواسع مقعده، بل يتربع على عرش جميل، متشبثاً بحرص شديد على نديمه، وهو الذاكرة الإعلامية للدولة، وربط ماضي مؤسسات الدولة الإعلامية بحاضرها من خلال جيل عمل وأعطى بإخلاص، لا تزال في ذاكرته وأعماقه حكايات يسردها للأجيال المقبلة، فكان من بين ذلك ملتقى رواد الإعلام في أبوظبي. وكأن القوة في الانطلاقة مبعثها الأرض الصلبة التي أشاعت عطاء جميلاً في الأرجاء، فمن أراد إكمال المسير فلينطلق من لدنهم.
جلس رئيس المكتب الوطني للإعلام مع رواد الإعلام وفق مراحل عدة منذ بدايات الاتحاد وحتى اليوم، وفي كل خير، في رحلة تتابع الأجيال وتعاقبها كل له أدواته وفكره، كل أسهم وفق معايير زمانه، ولكن كما هو حال كل شيء، ما كان ممكناً بالأمس ووفق التطلعات، لم يعد يرضي الطموحات، فكان لا بد من الوقوف قليلاً، لالتقاط الأنفاس، ولنعرف أين نقف، والانطلاق من جديد. لقاء كان الوفاء عنوانه، ومن هناك بدأت القصة، قصة وفاء ممتدة للوطن وقيادته الفذة، وفي تكريم الحكماء تشريف للأوفياء، على العهد والوعد نجدد البقاء.