كلما اتجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة إلى أي وجهة، تحركت الأنظار نحوه، وانتقلت عدسات الكاميرات وأجهزة الاتصال والتواصل صوب هذا الحدث، وكان «بو خالد» هو بطله ومحركه، وقائده.

اليوم ليس أبرز ولا أهم من زيارة سموه إلى الحبيبة الكويت ولقائه صاحب السمو الشيخ مشعل الصباح أمير دولة الكويت.

الحديث هنا ليس عن الزيارة بقدر أهميتها واللقاء الأخوي وما يسفر عنه من نتائج تهم البلدين وعموم دولنا، الحدث هذه المرة شهد اهتماماً منقطع النظير من شعوب المنطقة، حتى بدت الزيارة وكأنها شملت الجميع، والفرح كان أيضاً من حق الجميع، وليس فقط في الكويت الذين أبهرونا بالاستقبال المهيب لسموه الذي يليق بروابط القوية بين البلدين لم يشبها شائبة على مر السنين، ولله الحمد.

تاريخ العلاقات قوي على جميع الأصعدة، واتسعت لترسخ التعاون والاستقرار في المنطقة في ظل تحديات إقليمية ودولية تؤثر بشكل أو بآخر عليها. ورغم ذلك تمكنت هذه العلاقات بين البلدين، والخليجية عموماً، من مواجهة التحديات وجعلها فرصاً لتقديم الأفضل لشعوب المنطقة.

وإن كانت الشقيقة الكويت قد سبقت الجميع في هذا قبل ثلاثينيات القرن الماضي لكنها لم تستأثر بما حباها الله من خير وشاركت ما لديها واقتسمته مع أشقائها في المنطقة. وفي الإمارات نستذكر بكل حب دور الكويت ووقوفها معنا قبل قيام الاتحاد خاصة في جانب التعليم فكان لدينا مكتب حكومة الكويت في دبي، ومكتب المعارف الكويتية، وهو ما أسهم في تجسيد معاني الأخوة أكثر من تقديم المساعدات.

ولا تزال البعثات التعليمية والطبية وما رافقها من بناء مدارس ومستشفيات تحمل اسم الكويت وإن تغيرت المباني، تقف شامخة تروي حكايات حب وإخاء، أمام الأجيال كما هي محفورة في ذاكرة ووجدان الإماراتيين، حب يطوق الأعناق وعرفان يمثل أوسمة على الصدور.

المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم الصباح، اسم عشقه الأجداد وعرفته الأرض جيداً، ومن بعده كان المغفور له بإذن الله صباح السالم الصباح صورته أمامنا على الكتب المدرسية بمناهج الكويت والقرطاسية كانت زاداً واستزادةً لجيل الاتحاد.

شعب الإمارات أصيل كريم، فارس في الأخلاق جميل في ذكر فضل امتد له.. شكراً الكويت، أنت هنا، جهة اليسار حيث ينبض القلب.

قلتم: الشيخ محمد بن زايد.. ما لفيت إلا لربعك، وما نزلت إلا بدارك.. حياك الله

نقول: الله يحييكم، ما تقصرون، وأنتم الأهل والدار، الكرم من طبعكم، والله يديم المحبة بيننا.

دمتم بخير والسعد أهلنا في الكويت بعز آل الصباح الكرام ودام عز الأمير الحكيم صاحب السمو الشيخ مشعل الصباح.