أكبر من مجرد حدث ثقافي، بل احتفال سنوي ينبض بالحياة، منصة كبيرة يلتقي عندها عشاق الكتاب والأدب في أجواء استثنائية تجمع بين الإبداع والابتكار، تأخذ زائر معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ لحظة وصوله إلى عالم آخر، كل شيء فيه مختلف ومبهج ومبهر، المرور بين قاعاته وأجنحته يمنحك شعوراً جميلاً يعكس جمال المكان وروعة ما فيه بكل جديد يطرأ عاماً بعد عام، حدث لا يكرر نفسه لا في المظهر ولا في المخبر، العين ترى ما تسرها، واللب يأسره ما يعيش وما يشعر.

معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أنهى دورته الـ43 أمس ليس من السهل أن تتمكن الكلمات والمفردات من اختزال وصفها، فهو من خلال الفعاليات الكثيرة التي تبدأ منذ الصباح وتنتهي آخر الليل دون توقف، بمثابة محطة عالمية تجمع الملايين الذين تصبح الشارقة وجهتهم.

والحدث الذي يحرصون على ألا يفوتهم، سواء كانوا عارضين، أم ناشرين، أم مؤلفين، أم متحدثين في الجلسات، أو حتى زائرين، كل لديه اهتماماته، حتى أولئك الذين يحضرون فقط لمجرد التجول بين القاعات ومتابعة الجديد أو حتى لقاء الأصدقاء والزملاء الذين باعدت بينهم المسافات والأيام يجدون في ذلك متعة وسعادة، لتحيا في معرض كتاب الشارقة روعة التجربة، روعة التفاعل مع تجربة الفن والإبداع وروعة تجربة أجواء الإلهام، والتقاط الصور وتسجيل اللحظات بكل ما فيها من تفاصيل وذكريات يدونها كل شخص كيفما يراها ويستشعرها.

ليبقى الاحتفال بمعرض الشارقة الدولي للكتاب احتفالاً بالجمال، وأي جمال هو جمال روعة الكلمة المكتوبة وسحر اللقاءات الأدبية والثقافية، وجلسات نقاشية وورش يقدمها نخبة من الكتاب والمفكرين العرب والعالميين إثراء للتجربة الثقافية، وجسراً للتفاعل الثقافي بين الشعوب، لقاءات أخوية تجمع بين الشرق والغرب لتخلق في النهاية تجربة مفعمة بالإلهام والتواصل.

تصطف الكتب كلوحات فنية وتجعل من رائحة الورق والحبر تختلط بجديد داهم العالم الورقي لتشكل مزيجاً يعكس جمالية التعددية الثقافية ليثري الفكر الإنساني، ويبقى جمال المعرض في الأرواح التي يجمعها، والأفكار التي يطلقها، والذكريات التي يتركها، إنه مكان يجسد حب المعرفة، ويشعل شغف القراءة في النفوس.