حين كان الحديث منذ سنوات عن سياحة التعليم والعلاج في الدولة، لم يكن أكثر الناس تفاؤلاً يتخيل أن تكون جامعات محلية وعشرات الجامعات الأجنبية العريقة والحديثة عندنا وجهة مفضلة للطلبة العرب وغيرهم، يفدون إلى الدولة بشكل لافت، حتى أصبحت الجامعات بمختلف تخصصاتها ساحة لتلاقي الطلبة من الشرق والغرب، تجمعهم قاعات الدرس، وحلم تحقيق أهداف كبيرة وطموحات ممتدة.

جامعات يجد فيها الطلبة مبتغاهم ومسعاهم، تمثل بالنسبة لهم بيئة تعليمية آمنة مستقرة، مبنية على القيم السمحة، تستهدف تعزيز الحوار الحضاري والثقافي بين الشعوب، تخرج كوادر شبابية مؤهلة علمياً وأخلاقياً، تسهم في إنتاج المعرفة وخدمة مجتمعاتها.

بكل فخر تتصدر الجامعة القاسمية، التي تأسست في الشارقة عام 2013، القائمة، والتي تعد وجهة دولية تستقطب الطلاب من مختلف دول العالم، تشكل أيقونة تجسد قيماً جميلة في التعايش، الذي يعد من أبرز السمات التي تميزها وتمثل نموذجاً فريداً للتنوع الثقافي والديني والاجتماعي؛ إذ تضم طلاباً من مختلف دول العالم؛ ما جعلها بيئة مثالية لتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات.

في «القاسمية»، ليس غريباً أن ترى طلاباً من أكثر من 80 دولة يتعلمون بين جنبات قاعاتها، ويمارسون أسلوب حياة رائعاً في جميع جوانب حياتهم الأكاديمية والاجتماعية؛ إذ توجد بيئة غنية بالتنوع الثقافي؛ ما يساعد الطلاب على التعرف إلى عادات وتقاليد شعوب مختلفة؛ ما يعزز من تقبل الآخر كما هو. يتعلمون القيم الإسلامية الوسطية وفق مناهج دراسية، وتوجه الجامعة الذي يرتكز على القيم الإسلامية السمحة التي تدعو إلى التسامح والتعايش واحترام الآخر.

الأنشطة الأكاديمية والدينية تعزز الروح الإنسانية المشتركة، وتشجع على بناء جسور التواصل وتوطيد العلاقات بين الطلاب. وربما تفوقت الجامعة القاسمية على غيرها من الجامعات في تشجيع الطلاب على احترام الاختلافات الثقافية والدينية فيما بينهم؛ ما يرسخ التعايش السلمي، فهي - كما تعرف نفسها أو كما يطلقون عليها - نموذج مصغر للعالم الذي يقوم على السلام والتفاهم والحوار بين الثقافات والحضارات، وهي رسالة تنسجم مع رؤية الشارقة؛ باعتبارها عاصمة ثقافية وإنسانية عالمية، وصف لا يليق إلا بهذا المجتمع المتعدد المنفتح على الآخر، تعزز الحياة فيها شعور الطلبة بالمساواة، خاصة وأن الجامعة تقدم منحاً دراسية شاملة للجميع دون تمييز، وتدعم التفاعل الإيجابي بين أبنائها.

بقي الإعجاب بمؤتمر الجامعة الدولي «صناعة المحتوى بين الإعلام المؤسسي ووسائل التواصل الاجتماعي.. إشكاليات التكامل والتنافس»، الذي نظمته الجامعة أمس، وشهده جمع من الحضور، والذي يعد بوابة أخرى تطل الجامعة من خلالها على المجتمع؛ اهتماماته وقضاياه.