ليس غريباً أن تظهر دورات الخليج بهذا القدر الكبير من النجاح والتنظيم والاستضافة الرائعة والكريمة على شعوب من إقامتها بأرضها ومنشآتها الحديثة الضخمة، ولذلك كان هناك إجماع خليجي على تميزها من جميع النواحي المتعلقة بالاستضافة والتطور الاداري والأجمل التألق الإعلامي الكبير المذهل بها الذي فاجأ العالم بأسره وليس الخليج فقط، وقد نتفق على الكثير من النواحي الإعلامية لدورات الخليج وقد نختلف أيضا لأننا نتطلع دائما أن نكون الأفضل والأحسن، لذلك فإن الاختلاف في الآراء هو من طبائع البشر.

نكرر عندما تتحدث عن دورات كأس الخليج وما تحظى به من اهتمام إعلامي كبير جداً، وما تحمله من مستويات تنافسية فنية يبدع بها النجوم سابقا بالملعب والإداريين خارجه، فإنها بالتأكيد لم تكن مجرد إشارة عابرة أو وجهة نظر بقدر ما تعكسه صرخة الثورات التكنولوجية للإعلام الحديث الرياضي من خلال القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والمنتديات وكثرة الصحف الإلكترونية الرياضية والاستوديوهات التحليلية والتي توسعت بشكل كبير في الفترة الماضية وساهمت في إبراز بطولات الخليج، ليس على النطاق المحلي فحسب..

ولكن باتت متابعة على مستوى العالم من كل هواة كرة القدم، إضافة إلى أنها استثمرت الكثير من أموالها في منشآت أو استوديوهات أو مطابع جديدة حققت من خلالها أرباحا موازية رفعت بجانبها رواتب ومكافآت العاملين بها، ونود هنا ان نتوقف ونشير ونركز في ذات الوقت وبشكل خاص على الصحافة الورقية كالجرائد والمجلات المتخصصة المقروءة في جميع الدول الخليجية والعربية، بل في كل بقاع العالم.

ونقول مثلاِ يوجد لدينا أكثر من 200 جريدة ومجلة في العالم بجميع اللغات تغطي الحدث ونضربها في عدد الصفحات الخاص ببطولة خليجي 22 بشكل تجريبي كـ 10 صفحات او ربما اقل أو أكثر، فبالتالي يكون مجموع صفحاتها 2000 يوميا !! ( ولو جئنا بعد ذلك وضربنا هذا العدد بمدة إقامة البطولة والتي تصل لأسبوعين) فيكون المجموع الكلي للصفحات بمقدار 28000 صفحة !!

نقطة شديدة الوضوح

بلا شك أن هذا العدد الكبير من الصفحات لبطولات الخليج والتنافس بها عبر وسائل الإعلام في كل بقاع العالم (المقروءة والمسموعة) يعطي مبرراً إلى التطور الواضح الذي تشهده وسائل الإعلام واهتمامها الكبير بدورات كأس الخليج منذ انطلاقها وحتى يومنا هذا، ولكن للأسف بعضها ايجابي والآخر سلبي.

فانعكس ذلك على الأداء وأصبحت هذه الصفحات تظلل وتفسد المعنى الحقيقي لقيام دورة الخليج للأجيال الحاضرة والقادمة، دون أن تحقق عائداً ايجابيا يذكر، ووصل الأمر إلى أن بعضها يسيء لتاريخ نجومها ومنتخباتها، ويهوى النزاع والشرارات الخطيرة التي تؤثر على حب وتفاهم وعلاقات الدول المشاركة بها، كخلط السياسة بالرياضة وأمور أخرى لا يحبذها المتابعون لها !!