في الوقت الذي تبحث فيه منتخبات السعودية والامارات والعراق عن تصدر مجموعاتها من أجل بلوغ أقصى مدى في كأس آسيا.. فيما تبحث منتخبات قطر والبحرين والاردن وفلسطين اختراق الدور الثاني من البطولة.. فيما يغادر منتخبنا من الباب الضيق.. ومن الجولة الثانية بعد أن أهدر كل الآمال والفرص.. بل لوث فكر وجهد وتاريخ الكرة العمانية الذي صنع في سنوات طويلة..!!

فالمنتخب السعودي في عز مشاكله التي كادت تقطع علاقات اللاعبين فيما بينهم.. نجح الاخضر في أن يحقق أول فوز.. بل فوزا عريضا على منتخب غير عربي عندما تجاوز منتخب كوريا الشمالية برباعية اعادة قليلا من رونق الكرة العربية التي كادت تفقدها بسبب الهزائم الثقيلة..!!

فقضية السهلاوي وهزازي التي تناقلتها وسائل الاعلام السعودية قبل ان تتناقلها وسائل الاعلام الخليجية والعربية ثم العالمية لم يتعللوا بأنها أثرت في الفريق وممكن ان تكون السبب في انهزام الفريق.. كما تشبث بعض من اصحاب القلوب المريضة بحادثة خبر ابعاد فوزي بشير قبيل كأس الخليج 21 بالبحرين.. بل إن قضية السهلاوي وهزازي حدثت في قلب الحدث وليس قبلها.. وتم التعامل معها بكل شفافية وبدون تضليل وتسويف للحقائق..!!

ورغم ان المنتخب السعودي يمر بعدة قضايا ويذهب الكثيرون بوصف ادارته بغير المنضبطة الا انه يتعامل مع الأحداث بواقعية ولا يهرب من الواقع الذي يعيشه.. لذلك من السهل ان يتجاوز المحن والمشاكل التي يتعرض لها.. وكذلك المنتخب القطري الذي انتقدت عدد من الاقلام تصاريح مدربه بعد الخسارة الرباعية رغم ان المدرب حقق للفريق انجازا خليجيا قبل اقل من شهرين.. ولذلك عندما تكون صريحا وشفافا تستطيع ان تحقق النجاح حتى لو سقطت لان السقوط لا يعني النهاية.. وتستطيع ان تعود لتقف مرة أخرى بسرعة.. فقط عندما تكون واقعيا وصادقا مع نفسك ومع الآخرين..!!

الحال يختلف في منتخبنا واتحادنا المبجل.. الذي يقدم كل شيء بصورة زاهية وجميلة وعندما يقع الفشل أو الخطأ يتهرب ايضا من قول الحقيقة التي يمكن ان تكون مرة ولكن يمكن ان تتجاوزها اذا وقفت أمامها شجاعا لكي تبحث عن حلول منطقية.. فليس عيبا أن تخطئ ولكن العيب ان تكابر على خطئك..!!

والذي دمر كرتنا العمانية هو الادارة الاحادية.. من قبل رئيس الاتحاد الذي يترأس المنظومة ويترأس عمل اللجنة الفنية ويترأس الاحتراف ويترأس كل شيء لذلك تتراكم الأخطاء دون علاج.. مع وجود مجلس ادارة مسير وليس مخيرا لا يمارس العمل الكروي بالطريقة العلمية الصحيحة.. وفي استقالة عدد من اعضاء مجلس الادارة في الفترتين دليل واضح بأن المجلس يدار أحاديا..!!

ومع ان هذا الكلام ليس بجديد.. ولكنه أضر بكرة القدم العمانية.. فتقف الجمعية العمومية مكتوفة الأيدي لا حول لها ولا قوة رغم ان التشريع أعطاها القوة في أن تحاسب وهي أقوى من الاتحاد بحكم القانون.. ولكن التفتيت الذي مورس عليها جعلها تبقى هامدة وتحولت لجمعية شكلية دورها في أن ترفع الكارت الاخضر.. وتؤيد قرارات الاتحاد صائبة كانت أو خاطئة الا من رحم ربي..!!

اليوم وبعد هذا الخروج الآسيوي المرير الذي كشف مدى ضعف رؤية اتحاد الكرة في بناء كرة عمانية قوية كما كانت.. وبعد العبث في جهد كبير بذل من أجل صناعة منتخب ذهبي ذهب مع ادراج الرياح.. مطلوب وقفة صادقة من قمة الهرم الرياضي لكي تحاسب من أخطأ.. وتعالج الخطأ الفادح في الفكر الكروي الفاسد الذي تغلغل في جسد هذه اللعبة الساحرة التي سحروها بأفعالهم الوهمية.. فهل سنستفيق من سباتنا العميق..؟!