ليس من السهل ولا الحكمة أن نختزل اليوم بعد إخفاقنا في كأس آسيا 2015 إلقاء اللوم على جانب واحد أو رجل واحد كان هذا مدرب المنتخب أو رئيس الاتحاد الكروي، فهذا الجانب أو هذا الرجل جزء أساسي ورئيس في منظومة كروية يقوم بالإشراف عليها «مجلس إدارة» يتضمن (12 عضواً منتخباً)، وكادر فني وإداري وتقني يقومون بتنفيذ الخطط والرؤى التي يضعها هذا المجلس، ومن فوقهم مشرفون يمثلون الأندية، بما تسمى «الجمعية العمومية» التي تعتبر أعلى سلطة، من مهامها أن تتابع وتراقب وتضبط إيقاع العمل الكروي بعد كل مرحلة من مراحل التقييم.
وإحقاقاً للحق، إن الجمعية العمومية للاتحاد التي اتهمت فترة طويلة بأنها غائبة عن المشهد الكروي أو أنها مجاملة وتحكمها أحياناً بعض المصالح الشخصية، بدأت تتحرك نحو «حجب الثقة»، لأنها وصلت إلى قناعة تامة بأن كرة القدم العمانية لا تسير في المسار الصحيح على أقل تقدير حسب الرؤية والاستراتيجية المعلنة من قبل اتحاد الكرة في السنوات الماضية، وربما يكون هذا التحرك متأخراً بعض الشيء، ولكنها بدأت تتحرك فعلياً بعد سلسلة من الإخفاقات الكروية المدوية، وبعد أن منحت مجلس إدارة الاتحاد الفرصة تلو الفرصة، بدون أن يكون هناك جديد في النتائج سواء الخليجية أو الآسيوية أو العالمية!
وبرغم أن هناك تحركات سرية يقوم بها بعض أعضاء الجمعية العمومية لإجهاض هذا التحرك، ومن أجل إبقاء المياه راكدة كما كانت سابقاً، فإن التحرك الذي قامت به وتقوم به عدد من الأندية دليل على أن الجمعية العمومية تسعى لممارسة حقها الفعلي الذي كفل لها القانون، والسؤال: إلى أي مدى ستذهب هذه التحركات في هذا التوقيت الذي تشتغل فيه الجمعية العمومية، ملامسةً ردود فعل الوسط الرياضي التي تفاعلت وطالبت بالتجديد والتغيير
وسؤالي: أين دور اللجنة الفنية للاتحاد ورئيسها وأعضاؤها؟ وهل هي فعالة في متابعة وتقييم المنتخب الوطني؟ وهل هي تجتمع فعلياً؟ ومتى كان آخر اجتماع لها؟ وماذا فعلت طوال الفترة الماضية منذ الإخفاق الخليجي وحتى الإخفاق الآسيوي؟ وهل هي لجنة بمسميات بدون صلاحيات أم أنها تقوم بعملها؟ وإذا كانت تقوم بعملها، فلماذا هي غائبة عن المشهد الكروي؟
وفي المقابل، أين لجنة المنتخبات برئيسها وأعضائها، وهي المسؤولة المسؤولية الكاملة عن إخفاق المنتخب؟ وهل قامت بمناقشة مدرب المنتخب حول التحولات التي قام بها؟ وهل تملك هذه الصلاحية والمقدرة والإمكانيات بمناقشة ومسألة المخطئ؟
وكذلك أين لجنة المسابقات الكروية التي من المفترض أنها تقوم بتطوير المسابقة الكروية أكثر من أنها تقوم بوضع تنظيمي للمسابقة؟
إذاً، هناك جوانب ولجان في اتحاد الكرة أعتقد بأن حضورها في المشهد التطويري لكرة القدم ما زال بعيداً كل البعد عن أن تحقق معادلة التكامل للنجاح الكروي، ولا تقوم بدورها الفعلي، لأننا نعلم بأن كرة القدم هي منظومة متكاملة، ويمكن أن تتأثر هذه المنظومة إذا لم تعمل كل أذرعها بشكل متناسق!
ربما المسؤولية يتحملها رئيس الاتحاد، لكونه يحمّل نفسه أكثر من طاقتها، ولكن على بقية اللجان وأعضاء مجلس الإدارة أن يكونوا أكثر فاعلية في حضورهم وعملهم الكروي، وهم يتحملون مسؤولية الإخفاق الكروي، فهل سبب غيابهم عن المشهد الفعلي هو غياب ما يبرره لعدم توافر القدرات أم لأنهم مغيبون؟ وفي كلتا الحالين هم في قفص الاتهام!