تداولت وسائل الاعلام الاجتماعي أمس خبر إقالة بول لوجوين مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم .. في الوقت الذي كان فيه مجلس ادارة الاتحاد الكروي مجتمعا في قاعة مغلقة لمناقشة أسباب ومسببات الاخفاق الأخير في كأس آسيا .. وهناك من يؤكد أنباء اقالة لوجوين.. وهناك من ينفي من الاتحاد بأن يكون قد صدر قرار بالإقالة..!!
وفي هذا المشهد المتأرجح بقي الخبر الرسمي للاعلان عن إقالة المدرب مثل الساعات الاخيرة للطلق.. الا ان المؤشرات التي سبقت اجتماع مجلس ادارة الاتحاد كشفت عن مقايضة تتم بين الاتحاد والجمعية العمومية للتوقف عن طلب (حجب الثقة).. الذي أقلق مضجع ومنام وأعين الاتحاد طوال الأيام الماضية.. وقام بتحركات واسعة من أجل التوصل الى حلول وسطية لعدم استخدام حق (الفيتو الكروي) من قبل الاندية..!!
وفي خضم التطورات والتحركات التي شهدها الوسط الرياضي الرسمي العماني خلال الأيام والساعات الماضية من أجل التوصل الى اتفاقات ترضي كل الأطراف دون اللجوء الى معركة كروية يمكن ان تخرج بأضرار كبيرة فكان الاتفاق بأن تكون النتائج بالخروج بأقل الإضرار.. من مبدأ (اذا سلمت ناقتي ما علي من رفاقتي)..!!
ويطرح السؤال نفسه هنا.. هل إقالة لوجوين مدرب المنتخب الوطني هي الحل الأنسب للازمة التي تمر بها كرة القدم العمانية.. أم أن لوجوين سيكون (كبش فداء) من أجل بقاء مجلس ادارة الاتحاد.. ويتحول لوجوين كسينمار في تحمل سر هندسة المنتخب وسياسة إحلاله التي قامت على مبدأ خاطئ يدل دلالة واضحة بأن لا توجد رؤية حقيقية لتطوير المنتخب بقدر مرحلة تجارب عاشها المنتخب ليس أكثر وهو أمر نفذه لوجوين بناء على سياسة الاتحاد ولم يخترعها من بنات أفكاره..!!
كما أن السؤال يستمر فهل اقالة لوجوين هي أقصى ما كانت تطلبه الجمعية العمومية التي خمدت نيران مطالبها بعقد جمعية عمومية لمحاسبة الاتحاد.. أم أن هناك قائمة متخمة من الاسباب في عريضة حجب الثقة التي قدمها الأعضاء في توقيفهم للامراض التي أصابت الكرة العمانية..!!
والسؤال الذي يطرح لاتحاد الكرة في هذا التوقيت خاصة.. كيف تحول لوجوين مخطئا فجأة.. بينما كان رئيس الاتحاد يدافع عنه باستماتة قبل أيام وبعد الاخفاق في كأس آسيا.. بل واعتبر بأن لكرة القدم أسرارا وخبايا لا يعرفها أعانه الله.. هذا التحول الجديد في نظرة الاتحاد للوجوين يؤكد شيئين لا ثالث لهما.. الاول ان الاتحاد ليس لديه أدوات صحيحة للتقييم وكان يكابر أمام الرأي العام ليكون هو الأكثر فهمًا.. أما الثاني فإنه قرر أن يقدم لوجوين كبش فداء حتى يهرب الاتحاد وينجو من مشنقة الجمعية العمومية التي أثبتت هذه المرة بأنها تحمل حق الفيتو في كرة القدم..!!
وبالتالي فإن هذا المشهد الدراماتيكي الذي تشهده الساحة الكروية بالسلطنة مرشح للاعلان عن أسرار وخبايا أخرى خلال الساعات والايام القادمة.. أعاننا الله عليها.. وأوقع على مقالتي هذه ومازال القرار الرسمي لإقالة لوجوين لم يصدر..!!