كل ما تشاهدونه اليوم من أحداث تاريخية هزت عرش أكبر منظمة كروية بالعالم، هو نتاج فساد كل العالم الكروي، وليس بلاتر وزمرته فقط..!
كل الإدانات أخذت طابع الأقدمية، بمعنى أنها معروفة والتواطؤ هو من دفنها والحرب الشخصية هي من أظهرتها بمعنى أن المصالح والتحديات هي السائدة وليست النظم واللوائح..!!
كل ما يحدث عبارة يدخل ضمن سياق »اختلف اللصوص فظهر المسروق«، ولن تقف الأمور عند حاجز بلاتر وبلاتيني فقط، بل ستتطور لتشمل دوائر أوسع لأن الحرب فعلاً قامت ولن تخمد.
جريمة »فيفا« هزة قوية تثبت أن العمل المنظم والمؤسسي كذبة كبرى، ظل بلاتر ومن معه يكذبون بها علينا، ولن نأسف على حال الاتحادات القارية إن كان »عاقلهم هالمربوط«.
تمحورت قضايا الفساد حول الأموال في الظاهر، والأكيد أننا سنستقبل جرائم الفساد الإداري التي يجب أن تطفو على السطح، فليست أقل فظاعة من السرقات، حيث إنها تسرق حق الآخرين.
أما لماذا كان السكوت على تلك الفضائح التي حدثت قديماً، فالأمور تثبت أن قواعد اللعبة تغيرت، وأن قوانين جديدة ستكون حاضرة بعد أن تم رمي اللعب الفارغة لمزبلة التاريخ.
هكذا هو حال كرة القدم مع أكبر مؤسسة كروية، لأن الجميع مشترك بالفضيحة إما بالصمت وإما الاكتفاء بالفتات أو لأنه متورط ويخشى غضب الزعيم.
إصلاح »فيفا« سيتم لكن علينا الحذر أن يكون على حسابنا، لأن الغرب يرى أنه صاحب الانقلاب التاريخي، وإصلاح »فيفا« لذا لا بد أن يكون لنا صوت مثلهم بدلاً من المجاملات مع بلاتر وزمرته، التي يجب ألا تستمر فهذه سنة الحياة وعلينا مسؤولية إثبات الذات بدلاً من التبعية التاريخية خلال السنوات الفارطة بعد أن كنا نحن من يعين رؤساء »فيفا«، ويدعم استمرارهم.
لقد شوه بلاتر وجه الكرة، ولم يستجب للخروج الآمن، وهو القرار الذي فتح أبواب جهنم عليه ومن معه وسيظل السؤل مطروحاً: هل سيكون الأمر كافياً لتنظيف فيفا؟!
الأمر بذمة الجمعية العمومية التي يجب أن تقفز من منصب »البصمنجية« إلى نفق المراقبة والمحاسبة، وهذا هو الرهان الحقيقي.