لا شيء يتغير داخل كواليس الانتخابات الكروية العالمية والمحلية فالصورة قبل وبعد تتكرر بنسخ ليست معدلة وراثياً، لتبدو وكأنها مشهد واحد يدير مستقبلها وأبطالها.

عند الخسارة يبرز حديث المؤامرات والخداع وعند الفوز ينتفش ريش القوة وصعق الخصوم بل وبالقدرة على الاطاحة بهم فالمسموح يغيب ويحضر بحسب النتيجة!

الانتخابات صندوق ورق يوضع على مسافة تحوي الف طريقة لتتجه الورقة الانتخابية لصالح طرف دون آخر وكل الاطراف تتعامل بنفس الطرق والاساليب، وهو ما يجعلني مندهشاً لمن يصفق بكفيه عند الخسارة نادباً على صنيعة غيره!

كانت انتخابات الفيفا أحد النماذج المتكررة والتي اوصلت السويسري ايفانتينو لقيادة العالم الكروي، وهو الذي علقت صورته بذكريات تحريك كور القرعة لتوزيع اندية بدوري ابطال اوروبا!

تكتيك متسارع، واغتنام للفرص، وتنسيق ومصالح مشتركة اوصلته لمراده رغم شراسة المنافسة مع المارد الآسيوي القادم الشيخ سلمان آل خليفة.

لا شيء يدعوني للحزن لخسارة الشيخ سلمان، لأني أدرك أن هذه هي لعبة الانتخابات، وعلى الجميع الاستسلام لها والاذعان لطرقها ومن الفروسية ان لا احد يلوم احدا، فالطرق متشابهة، وفي الاخير يبقى هناك فائز واحد.

اما الموقف العربي، فهو امتداد لواقع متكرر ايضاً، فلا مجال للتباكي امام صورة حفظناها عن ظهر قلب حتى بتنا لا نحزن امامها!

اهم ارباحنا هو القيمة الحقيقية والفروسية التي تجلت للشيخ سلمان، والذي اصبح حديث العالم باتزانه ومبادئه ومثاليته اللافتة، وكذلك ربحنا الطمأنينة حول ملف قطر 2022 والذي كان معرضاً للملاحقة المستمرة فيما لو لم يفز أوروبي بالمنصب، إذ ستختفي الشوشرة المعتادة!

كما ربحنا التواجد العربي في تلك المحافل، بل والمنافسة الشرسة ولعل آسيا ستكون اكثر هيبة عالمية ومن يقودها هو ثاني اكبر رجل كروي بالعالم بلغة الارقام الانتخابية.

ليس في الانتخابات سوى فائز واحد، ومن يؤمن بالفوز عليه ان يقبل الخسارة، فأحيانا لا يصل الأفضل، وهذا أحد أهم مرتكزات الاثارة الانتخابية!