من الطبيعي أن تتمحور وتتركز مقالات الأسابيع المتبقية من هذا الشهر على موضوع انتخابات اتحاد الإمارات لكرة القدم، الذي أصبح ساخناً جداً، وقد يمسي ملتهباً حتى يحرق الأخضر واليابس، وقد يتحول الاقتراع قبل أن يبدأ إلى صراع، وقد بدأ فعلاً وتم خلع القناع، وفي كرة القدم الهجوم خير وسيلة للدفاع، والمهم النتيجة قبل الوسيلة، وليس الإمتاع أو الإقناع، فهل ستكون هناك فعلاً منافسة حقيقية احترافية أم هناك اتفاق أو ربما شبه إجماع، أم أن الموضوع قد حسم وتم فض النزاع، ولكل مقام مقال وسننتظر قليلاً حتى يقترب موعد الاجتماع.

والمهم بالنسبة لي في مقال اليوم هو التركيز على برامج الأفعال وليس نوايا الرجال، ومع كل الاحترام للبرامج الفردية لكافة المرشحين على كافة الكراسي من محاور ومبادرات، والتي قد نتناولها في القادم من المقالات، ففي تقديري أن الانتخابات بدأت فعلياً في مجلس سالم بن هويدن، هذا المجلس كان سلمياً وكان هادئاً، وكأنه هدنة مقدمة مبنية على حكمة سليمة، وقد وافقت طبيعة أهداف الاجتماع صفات اسم المستضيف، وكانت النتائج غزيرة وغنية ومتنوعة ومتعددة وواعية وواعدة، ولهذا فالاجتماع كان ناجحاً بكل المقاييس، ومؤشرات القياس النوعية والكمية واضحة ومحددة وصادقة، ولم لا؟ فالمجتمعون هم المحترفون فعلاً، تشكيلة استثنائية من الكفاءات الوطنية، الكفاءات الرياضية والقيادية والإدارية والقانونية والاستثمارية، الكفاءات الخبيرة والشبابية والذكية والفنية والمستقبلية.

كان المجلس كمختبر واقعي ومستقبلي، مختبر تقييم وتقويم، مختبر أفكار وابتكار، كان المجلس كجمعية عمومية ليست عادية وليست غير عادية، كانت جمعية عمومية استثنائية، كانت الجمعية لا تحتاج إلى لوائح ونظام، كانت الجمعية مبنية على الالتزام والاحترام، وكانت الجمعية فاعلة بحرية الكلام، وكانت نتائج الجمعية مؤيدة بالأرقام، مجلس واحد فقط يضم خمسة وعشرين نادياً وستة عشر مرشحاً وعشرين توصية، أرقاماً قياسية كلها في البداية من الأندية وكلها في النهاية لتطوير كرة الإمارات.

وماهي كرة الإمارات؟ هي كرة الأندية، وهذا يعني أن الإمارات هي الأندية والعكس صحيح؛ فالأندية هي الإمارات، وبدون كرة لا توجد أندية، وبدون أندية لا يوجد اتحاد، والاتحاد هو أساس قوة الإمارات؛ وبمعنى آخر، الأندية هي العميل وهي أيضاً العامل، وبالتالي لا بد أن يتحقق لها الرضا والسعادة، والأندية هي المصادر التي تضع الأهداف وهي التي تضع المعايير وهي التي تضع المبادرات وهي التي تضع المحركات وهي التي تتابع العمليات وهي التي تقيّم الإنجازات، وكل ذلك من خلال عمل مؤسسي يتصف بالاستقلالية والكفاءة والشفافية في كافة مراحله التنفيذية والزمنية.

في المجلس تم وضع رسومات المخططات العامة، وتم وضع رسومات التصاميم الأساسية، وأصبحت الخطة الإستراتيجية محددة الملامح، وأصبح الهيكل التنظيمي واضح المسارح، ولا أتوقع أن تكون هناك أي مفاجآت في المبادرات من قبل المرشحين على مناصب القيادات، هي ليست مغطاة بشكل مباشر أو غير مباشر، في ما أسفر عنه المجلس من توصيات، وبالتالي أرى أن المجلس قد باح بأسراره، وصدى صمت الأصوات قد صدح وصاح، ولهذا أرى أن يتم التصويت على التوصيات أولاً ثم سيأتي الرجل المناسب في المكان المناسب من خلال الانتخابات.