لا أعتقد أن هذا الدرويش يدردش في وسائل التواصل الاجتماعي، فلا أعتقد أنه يملكها وربما لا يميل إليها أصلاً فهو ليس لديه الوقت لذلك، وربما أن الزمن ليس زمنه ولا ينتمي إليه، ويظل يحن إلى زمن المِحَن حيث الرجال رجال، والعمل أمانة أعمال وليس مجرد لعب أطفال، وبالرغم من أنه عاشق بحر وأسماك إلا أنه تخصص كرة وشباك.
وأعتقد أنه محترف إدارة أموال وأملاك، رياضي إداري سابق في النادي ومخضرم، وشخص أمين ومخلص وواعٍ ومحترم، ليس له مصلحة إلا المصلحة العامة وليس له حديث إلا حديث الصراحة التامة، ومثل هؤلاء ينبغي أن نستمع ونسمع لهم، تجاربهم غنية وغزيرة وعميقة ووفيرة والتشاور معهم مكسب وطني في شؤون إدارة الكرة المستديرة، بل في إدارة الحياة.
قال الدنيا الآن مختلفة والرقابة لم تعد غائرة وكذلك أيضاً الضمائر حائرة بين المصلحة الشخصية والمصلحة العامة هي دائرة، قلت له أحتاج إلى بعض التفصيل والأمثال فربما ما تجود به يكون أساس هذا المقال، قال سنبدأ من زمن عصر الثمانينات إلى أن ننتهي في زمن الحوسبة السحابية والحاسبات، قلت والكفاءة المهنية والحوكمة الإدارية، قال هذا هو بيت القصيد وهو مربط الفرس وهو خلاصة ما عندي من خبرات وملاحظات ومقترحات من واقع معاصرة العديد من الإدارات والقيادات في الأندية وسائر الجهات.
وقد كنا في الممشى وكما أقول دائماً، الممشى متنفس، ولهذا قلت له تنفس، فأطلق رجليه قبل أن يتنهد وتتحرك شفتاه تتسابق مع رجليه، وقال كانت للأندية قواعد عريضة تشمل كل الجماهير المنتمية وأعضاء الشرف ورموز المجتمع، تجمعات دائمة وبيانات واضحة، وأيضاً مساهمات مادية لدعم الخزائن الخاوية، كان النادي فعلاً نادياً.
ولكن كان أهم ما في النادي هي اللجنة العليا ولها سلطة المحاسبة والتغيير، ولها اجتماعات ربع سنوية في متابعة شاملة ودائمة وحيوية، وكافة القرارات تخضع لهيكلية احترافية والمحاسبة عليها مستندية وقانونية، وأردف قائلاً ليس كما هو الآن، حيث يكون هناك شخص واحد ومنفرد يدير النادي بأكمله إدارياً ومالياً وفنياً وإعلامياً وطبياً أيضاً.
قلت هل لديك أمثلة؟ قال أمثلة عامة، قلت هات، قال: لأن هناك انتخابات في الأندية فهناك تنوع في الإدارات، وهذه الانتخابات تخضع للرقابة والتفتيش من قبل الهيئة الاتحادية المستقلة المعنية بالرياضة والشباب، وتركيزها على مدى صلاحية قاعدة بيانات الأعضاء وعلى مستوى التنظيم والشفافية في الانتخابات، قلت وماذا بعد؟
قال ومثال آخر في الاجتماع الدوري ربع السنوي اللجنة العليا للنادي والاستفسار الموجه إلى مجلس الإدارة عن أسباب الصرف على مشروع صيانة بدون موازنة وعن أسباب عدم وجود عدة عروض أسعار وخاصة أن المشروع تم إسناده لعضو ذي نفوذ في النادي.
قلت هذه أمثلة بسيطة وعادية والحياة متغيرة والمعايير متطورة، قال ولكنها ذات مدلولات مهمة واستثنائية، وقال غيابها هو السبب المباشر في عدم الرضا عن النتائج، وربما هي تؤدي للتراجع المالي وأحياناً أيضاً الأخلاقي، وقال أمثال هذه الأمثلة هي أساس الاختلال، والاختلال أنواع منه المهني والذهني والعاطفي والقانوني والإداري وربما أيضاً المالي.
وقال إنه بالرغم من توفر الأموال وتطور أنظمة الإدارة وتنظيم الأعمال، إلا أن النتائج والمستويات ليست قدر الآمال، وأردف قائلاً إن الأزمة في هذه الأزمنة هي أزمة أدمغة غاب عن بعضه الاهتمام بالواجبات وتنفيذ الأعمال، ولهذا القرار كله صار في أيدي رجال الأموال وغيرهم من الرجال الذين ليسوا على البال..
هذا فحوى ما قال الأخ العزيز بو عزيز، وقد أضفت إليه بعض التنسيق والخيال، ونسأل الله أن يصلح الحال.