قال كتبت لنا وتحدثت معنا في مقالات رمضان عن الصحة وعن الإيمان وعن التراويح وعن الترويح وعن الإنسان، هذا هو العنوان الدائم في رمضان، صوموا تصحوا وبالتقوى تزودوا، ولكن ماذا عن بطولات كرة القدم المزدحمة والتي قد تصل إلى حد التخمة في شهر رمضان الحالي، قلت له لا شك أن هذه البطولات تستحق عدة مقالات، وهذا العام البطولات متعددة ومتنوعة مثل مائدة المأكولات في شهر الخيرات، من كرة الصالات إلى السباعيات وغيرها من المباريات والانتهاء طبعاً مع بطولات القارات، وعليك أن تختار كما تحب وكما تشتهي، لكل بطولة مذاق ولكل مذاق عشاق، ويمكنك التنوع في المشاهدة والمتعة ومع كل مباراة هناك وجبة، ولابد من تنسيق الوقت والجلسة.
ولكن الدنيا كلها مستويات ومقامات، هناك عادي وأدنى وهناك مميز وأعلى، وفي كرة القدم في رمضان الحالي لا تملك إلا أن تُتابع المباريات من قبل الفطور إلى بعد السحور، بدأت مباريات كوبا أميركا من نهاية شعبان وهي أم البطولات، بداية من تصفيات المجموعات ولم تخيب الآمال ولم تخلُ من مفاجآت، الأورغواي والبارغواي والبرازيل أيضاً كلها غادرت وكلها كانت دون المستويات، وفي الواقع لم يتسنَ لي مشاهدتها إلا في الأخبار ومجرد لقطات، وفي النهاية النهائي تكرار للمنافسة بين أفضل المنتخبات، تأكيد تشيلي وانتقام الأرجنتين، وميسي تحديداً الذي يبحث عن الكأس وعن أغلى الميداليات، وكلنا نتفق أن متابعة ميسي متعة والجميع يرفع له دائماً القبعة، عندما يراوغ وعندما يمرر وعندما يحرز الأهداف، سواء فاز بالكأس الغالية عالياً أو أن الكأس تغلت عليه وتعالت عنه، وفي تقديري تظل الكأس هي الخاسرة.
وأما بطولة أوروبا القارة العجوز فلا يمكن حتى الآن ترجيح من سيفوز، ولأول مرة أربعة وعشرون منتخباً، والآراء بين المؤيد والمعارض، ولكن تشير النتائج في تصفيات المجموعات إلى أن كافة المنتخبات في نفس المستويات، أنظر إلى التصنيفات والترشيحات ومن ثم أنظر إلى جدول الترتيب والمستويات، روسيا والسويد خرجت مبكراً، وويلز وأيسلندا حققت تأهلاً مستحقاً، وخلال ذلك كانت النجومية للجماهير الأوروبية، حضور كثيف ولوحات جميلة وجماهير أجمل وتشجيع استثنائي مع الاستثناء لمن يتصف بالغباء.
بدأ دور الستة عشر في يوم السبت وينتهي يوم الاثنين، وكلها مباريات قوية كما أنها ستكون فنية، لا توجد فرصة للتعويض، ولابد من التوازن بين الدفاع والهجوم، وإما إلى الأمام أو الخروج، الآن تبدأ البطولة، ومن يفوز في أربع مباريات متتالية ومتصاعدة في الضغط والقوة، لا شك أنه سيستحق القمة، وإلى النهائي مسار سالك ومسار شائك، وكلها مباريات كسر عظم، ولكن منها مذاقا مختلفا، حلاوتها في توازنها وأسرارها، مباريات لا يمكن التكهن بنتائجها ويترقبها الجميع، وأهمها أسبانيا وإيطاليا، فهل هي نهائي مبكر جداً، والبطولة كلها أرقام قياسية وإنجازات استثنائية، ومع المتعة وكرة القدم الاحترافية نحن بانتظار القائمة النهائية لمنتخبات دور الثمانية، ولا نستبعد منتخباً مغموراً مع منتخب مشهور في مباراة النهائي.