موازنة بلدية تحقق فوائض مالية وبأرقام قياسية، وهي نتائج استثنائية، فالبلديات في العادة تطلب المساعدات من الحكومات، ولكن ما علاقة البلدية وفوائضها المالية بالرياضة وأمراضها الحالية، وهل الرياضة مريضة، ربما، خاصة أن الأمراض المالية لها عوارض والاحتراف الإسرافي له قوارض، وأصبحت خزائن الأندية خاوية، وقد تراجعت وانسحبت وألغت وهددت، مسلسل الأندية وألعابها المتوقفة لن يتوقف، وتبحث دائماً عن موارد لتمويلها قبل أن تغلق أبوابها، ولكن ما علاقة البلدية بالرياضة؟ الواقع والتاريخ يقول إن بلدية دبي هي أصل الرياضة بل هي أم الرياضة ولها أدوار أساسية فيها، سابقاً وحاضراً ومستقبلاً، هذا الكلام ليس من وحي الخيال والأوهام، ولكنه حقيقة وتصدق عليه الأرقام، والأرقام معلنة بعفوية ومن دون إلزام.

وأهمية البلدية وقيمتها وقوتها معروفة والشواهد واضحة، بداية من قاعدة الموظفين من رياضيين ممارسين محترفين وهواة أو جماهير شغوفة، وكذلك من قياديين طموحين، نسيج متنوع ومكون من كل شرائح العملاء العاملين والمتعاملين، ولهذا نجد في بلدية دبي كل ألوان الأندية وكذلك كل الألعاب، وينعكس ذلك أيضاً في أنشطتها وأهدافها، وعلى المستوى الداخلي يظل نادي بلدية دبي عنواناً لذلك، وتظل بعض أندية الهواة تحلم بمثله، وكل منشآت الأندية في دبي قد تم رسم مخططاتها في البلدية، وتم وضع أسسها بمعرفة البلدية وبإشرافها، وحالياً مشاريع البلدية ومرفقاتها العامة والمنتشرة في كل أنحاء دبي في الحدائق وعلى الشواطئ كلها تخدم الرياضة وخاصة في المماشي التي أصبحت الملاذ المفتوح لممارسة الرياضة للجميع، رياضة بدنية ورياضة ترويحية، بصمة البلدية واضحة على الرياضة المجتمعية كما هي على الرياضة الاحترافية.

ولكن هل يمكن للبلدية أن تلعب دوراً إضافياً أو أكثر تأثيراً في رياضة الإمارات ما يعزز من سمعة البلدية في المسؤولية المجتمعية كما يعزز من إمكانات الأندية الرياضية؟ البعض يقول نعم، فالمؤتمر الإعلامي الذي خصصته البلدية للإعلان عن نتائجها المالية،والتي تتباهى بها ولو بحكمة وحوكمة، فذلك يعتبر استمراراً لنهجها المستمر في الشفافية كما أنه يؤكد كفاءتها الإدارية، والمؤشرات المالية الرقمية تؤكد ذلك بل إنها مميزة وتبدو استثنائية، وكما يمكن أن نفهم من ذلك أن خدمات البلدية مكتملة ومميزة، وأنها لا تتلقى أية موازنات من الحكومة، وكما يشير إلى إمكانية تخفيض بعض الرسوم، وفي ذات الوقت ومن واقع ما ورد في المؤتمر يمكن لهذه الإيرادات وفوائضها أن تتضاعف من خلال العديد من الفرص المتاحة سواء ما يتعلق بالخدمات الإدارية أو الاستثمارية.

مليارات الدراهم فائضة في جهة واحدة وأهدافها منجزة بأريحية وبربحية وبجودة وبصورة كاملة، والرياضة وشبابها وهم المستقبل الأولى للاستفادة بجزء سنوي من هذه الفوائض، فهل نرى علاقة استراتيجية، مجتمعية ورياضية واستثمارية بين بلدية دبي ونادي دبي، إذ تبني وتتبنى رؤية النادي، ليكون عضواً ثابتاً ومؤثراً، ضمن مصفوفة أندية دبي الاحترافية.