لم يكن بمخيلة أي إماراتي أن يرجع الأبيض من طوكيو حاملاً ثلاث نقاط ثمينة في افتتاحية تصفيات التأهل لكأس العالم، لكنه فعلها..!!

النقاط الثلاث هي نفس نقاط الفوز أيضاً على تايلند، لأن النظام لا يمايز بين ألوان المنتخبات نقطياً، وهو ما يجعل من رد الفعل المبالغ فيه بعد الخسارة أمام السعودية بثلاثة أهداف، نوعاً من الاستسلام الكروي غير المبرر إطلاقاً، لا سيما أن الفرصة ما زالت سانحة وبقوة للظفر بإحدى بطاقتي التأهل، أو الدخول إلى الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم بروسيا..!!

من الطبيعي أن تخسر بالتصفيات، لأن هذه هي كرة القدم،وارجعوا لسجل التصفيات الأوروبية وبأميركا الجنوبية، لتدركوا أن الأمر ليس سهلاً أبداً، فمن يصدق أن أوزبكستان الآن تزيح كوريا الجنوبية والصين، وتحتل وصافة المجموعة الثانية..!!التصفيات تحتاج إلى نفس طويل، وحكمة وصبر، وما جمعه الأبيض الإماراتي نقطياً، كافٍ لأن يعطيه ثقة أكبر، فقط إذا تلاحمت الروح الجماعية حتى النهاية، فليس من مصلحة مستقبل الإماراتي بالتصفيات، أن يهتز الآن، لأن الفرصة لن تتكرر إلا بعد أربعة أعوام.كان المنتخب السعودي أفضل، خاصة في الشوط الثاني، وأقوى لياقياً، ولا ننسى أن هدير ستين ألف متفرج كان لها تأثير خطير، كما فعل أمام أستراليا ، وإذا كان أمامك منتخب أفضل منك، فلا تلم المدرب أو اللاعبين، هذا هو حال مباريات كرة القدم التي تعتمد على ما يصنعه اللاعبون فقط، مهما كان مدربهم..!

لا ننسى أن التعادل في مثل تلك التصفيات، يعتبر خسارة موجعة، تقصم ظهر كلا الطرفين، وعليه، فإن المنتخبين السعودي والإماراتي، يجب أن يرفعا شعار الفوز، ولا غيره، فقد اتضحت الأمور، ولم يعد هناك مكان للخوف أو القلق، فالطريق إلى موسكو لن يتكرر بتلك الطريقة، فالجميع يملك الفرصة، والوقت متاح لإصلاح كل شيء..

الاستسلام أمر غير مقبول أبداً، وما دام هناك بصيص أمل قريب جداً، فلِم التشاؤم، فالأبيض خسر جولة، ولم يخسر المعركة إطلاقاً، وعيال زايد قادرون بحول الله على صناعة الفرح، فساندوهم جميعاً، لأنكم شركاء أي نجاح لذلك الجيل الذي لم يبخل لإسعادكم، وكرة القدم علمتنا أن كل شيء يتغير خلال لحظات، فلا تستهينوا بالتفاؤل والأمل، فالمجد لن ينسب سوى للإمارات العربية المتحدة، وسينصهر الجميع تحت ذلك المجد.