عادة لا يحظى صاحب المركز الثاني بأي بطولة بشيء من الاهتمام الذي يخفيه عنه صاحب المركز الأول، فالذاكرة هنا لا تستثني إلا القليل كحال منتخب الأرجنتين، عندما خسر لقب كأس العالم 1990أمام ألمانيا حيث مازال صدى خسارته يلوح بالذاكرة حتى اليوم رغم فرحة التاريخ الألماني باللقب!

على استاد هزاع بن زايد سجل تاريخ الكرة الآسيوية واحدة من ملاحم نادي العين الكروية، عندما لعب نهائي دوري أبطال آسيا 2016 بكل رجولة وقوة وإبهار، مؤكداً علو كعب الكرة الإماراتية قارياً وهيبتها، بالرغم من أنه خسر اللقب بصعوبة أمام منافس خطير هو تشومبوك الكوري.

ليس هناك مجال للمجاملة أو القراءة العكسية للحدث الكبير، لكن الصورة تثبت أن ثورة هائلة وبانوراما مدهشة كرسها لاعبو «العين» في تلك الأمسية، الذين رفضوا الهزيمة بل بادروا بالتسجيل وأضاعوا ضربة جزاء وعشرات الفرص المحققة، وأبقوا الكوريين داخل دوامة من الدهشة الفنية يعتمدون على بقايا مساحات مرتدة هنا وهناك، والشاهد بيننا الأرقام والإحصاءات.

فاز لاعب العين عمر عبدالرحمن بجائزة أفضل لاعب بدوري أبطال آسيا 2016، ونال فريقه المركز الثاني، وقبله فاز أحمد خليل بجائزة افضل لاعب آسيوي 2015 ونال فريقه وصافة دوري أبطال آسيا ومنتخب الإمارات على بعد نقطة واحدة من متصدري مجموعته الآسيوية نحو مونديال 2018.

ثورة حقيقية رقمية لم تحدث من قبل بهذا الوقت القصير تجسدها الكرة الإماراتية، ومع ذلك لايزال المشهد يحمل تعليقات المتشائمين الغريبة!

إننا أمام جيل كروي إماراتي غير مسبوق يلتهم بشراهة شأنه شأن الكبار الآسيويين من وسط مائدة الانتصارات، ومن شاهد أداء لاعبي «العين» أمام تشونبوك أدرك الحجم الهائل لقيمة اللاعب والكرة بالإمارات، والمهمة الكبرى ستكون بالمحافظة على أجيال يجب أن تتعلم قيمة الانتصارات وأن تواجه الخسائر بقوة بأس لا بالهرولة نحو المتشائمين العاطفيين الذين كشفتهم نتائج الأبيض في التصفيات بل «عرتهم» وأثبتت أن بضاعتهم هي اليأس والاستسلام الذي دمره كبار النجوم.

ارفع رأسك أيها الرياضي الإماراتي عالياً.. عالياً.. أنت اليوم أحد أهم أضواء القارة الآسيوية كروياً بالأرقام وليس بـ «الحكي الفارغ» ولتتذكر أن لذة الانتصارات لا تحلو سوى بعد مرارة الخسائر التي لا يسلم منها أحد سوى الجالس بعيداً دون طموح يرتدي رث الأحلام وأضعفها!

أمامكم الأرقام.. هل هناك داع للاستماع لبياعي الكلام؟