الحمد لله على نعمة الوصل، وحب الوصل يجمعنا، هكذا يحق لجماهير الإمبراطور أن تردد، فالوصل عندما يكون رقماً صعباً في دوري الإمارات تعود الحياة للملاعب والمدرجات ويشتد التنافس داخل وخارج الملعب وبكل أمان المركز الثاني في دوري المحترفين ليس طموح أي وصلاوي ولكن عطفاً على المعطيات والموارد البشرية المتوفرة، يعد ذلك المركز إنجازاً رائعاً، يحسب في المقام الأول لجماهير الذهب، فهي الوصل وسر نجاح الوصل الأبدي.
ونشكر إدارة النادي، وإن كنت من المنتقدين لها في بداية الموسم، وفي الوقت نفسه لا أزال أتحفظ على اختيار لاعب أجنبي أقل من المتوسط، بل كان عالة على الفريق، وهو لاعب احتياطي وبامتياز في أي فريق في دوري الهواة، كما أن صرف مبالغ طائلة على لاعبين محليين لم يكونوا في الموعد يبقى علامة استفهام قائمة.
ولعب الحظ دوره نظراً لهبوط مستوى معظم فرق الدوري هذا الموسم، وكل ذلك لا يقلل من أهمية حصد الوصل المركز الثاني المؤهل إلى بطولة الأندية الآسيوية للأبطال.
ومثلما ذكرنا السلبيات، يجب أن نعترف أن إدارة النادي أظهرت رباطة جأش في تحمل واستقبال جميع الانتقادات بصدر رحب واستحداث أمور إدارية تحسب لها ومتابعة كل كبيرة وصغيرة والاهتمام بالتفاصيل والإيمان بنوعية العمل الذي بذل وبحظوظ الفريق دائماً .
وتلك الروح الإيجابية وعقلية المنتصر والثقة هي ما كان ينقص الوصل لمواسم طويلة، وهو ما يحسب لإدارة النادي دون أن ننسى الدور الحيوي الذي لعبه الأب الروحي للنادي سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، الذي دعم الفريق مادياً ومعنوياً بجانب مساندة القامات الوصلاوية الكبرى مثل الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم، وغيرهم ممن كانت لتوجيهاتهم التصحيحية مفعول السحر في رفع الروح المعنوية للفريق والإدارة معاً.
النجاح لا يأتي من دون تعب وتخطيط وجهد يبذل، فشكراً لكل من ساهم في تقدم الوصل خطوة إلى الأمام، ولكن يبقى التساؤل، هل يملك الوصل الخامات والمواهب التي يستطيع أن يشرف بها الكرة الإماراتية على الصعيد الآسيوي؟
فما يملكه الوصل من نوعية لاعبين محليين لا يضمن للوصل مركزاً متقدماً في الدوري السنة المقبلة، ولا يوجد عمق وبدائل بمستويات متقاربة في قائمة الفريق مع استثناء أيقونة الفريق البرازيلي ليما بجانب اللاعب الذي يشعرك بأنه يستحق ارتداء قميص الوصل في كل العقود وهو المحارب كايو.
فلا نستطيع أن ندعي أن الوصل فريق متكامل ويلعب كرة جماعية جميلة ناهيك أن خط دفاعه لن يساهم حتماً إلى إيصال الفريق إلى منصات التتويج، فالوصل بعيداً عن العاطفة، يحتاج إلى استثمارات مالية مستدامة يكتفي بها ذاتياً وفكراً اقتصادياً واعياً يناسب قيمة الوصل السوقية!
وفي كل الأحول وتحت كل الظروف وفي زمن احتفال جماهير الوصل بالمركز الثاني تبقى جماهير الوصل الرقم الصعب في الكرة الإماراتية ويعتبر النادي جزءاً من وجودهم في هذه الحياة، ولربما للبعض أكثر من أسلوب حياة، بل حياة.