أن تكون صاحب مبدأ بلا عقل نقمة أكبر من كونها نعمة والعكس صحيح، حيث إن الخبرات التي تولدت لدى مسيري الكرة الإماراتية بمختلف ميولهم وانتماءاتهم من التجارب والدروس المختلفة، التي مرت بها كرة القدم الإماراتية على وجه التحديد ليست بلا ثمن.

ولكن ذلك الثمن سلفة قد ترجع متى ما أحسن الاستفادة من تلك التجارب، ووُظِّفت في تطوير دورينا المحلي بالصورة الصحيحة، بجانب تطوير نموذج محلي يتناسب من إمكاناتنا البشرية والتغيرات الحادثة في المجتمع، والتقدم المتسارع للإعلام بكافة وسائله التقليدية وغير التقليدية، وواقع اللعبة في الإمارات وفق المعطيات على أرض الواقع بعيداً عن الأحلام الوردية.
فهناك نواقص كثيرة في منظومة الكرة لدينا، قوضت آمال منتخباتنا وأنديتنا في مشاركاتها الخارجية.

ولا أعتقد أن السبب يعود إلى أن أساليب تطوير الكرة بدائية والاتحاد غير قادر على حل المشاكل، ولكن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار ندرة الخامات التي تتمتع بالموهبة في الملاعب، والتغيير الجذري في توجهات الأجيال حيال الرياضة، ناهيك عن أن دورينا لا يجذب الجماهير لغياب التشويق والمتعة.


ولطالما عزفت الأندية الأوروبية عن التعاقد مع لاعبينا المحليين، فهناك خلل واضح وعيوب فنية لا تجعل اللاعب يرتقي ليكون ضمن مصاف تلك الأندية، وهم لا يفكرون بالعاطفة بقدر ما سيحققه ذلك اللاعب من إضافة كروية وقيمة تسويقية، وفي الجانب الآخر أكثر اللاعبين الأجانب في دورينا ليس لهم مكان على دكة الاحتياط في دوريات الدرجة الثانية في إنجلترا مثلاً، وليسوا عامل جذب يستحق شراء تذكرة لمشاهدتهم يلعبون.


فلدينا ضعف في ثقافة الاحتراف الرياضي، ومسؤولو الرياضة لدينا لم يأتوا من كوكب مختلف، فهم نتاج مباشر للبيئة الرياضية ولن يجدي تغيير الأسماء نفعاً في غياب المرونة في فرض واقع رياضي جديد، للتعامل مع ملف الاحتراف والاكتفاء بما قدمه الحرس القديم من خدمات جليلة لرياضتنا، وعدم دفعهم بمن يمثلون الاستمرار لفكرهم الرياضي وميولهم الكروي في المجال، وليكن مفهوم إدارة التغيير في العقلية الاحترافية الإماراتية هو المحك القادم.


وأكاد أجزم أننا بعيدون تماماً عن التعامل مع كرة القدم كصناعة، ولا يوجد احتراف بدون خصخصة للأندية وتفرغ تام للعاملين في مجال كرة القدم، وتوفر موارد مالية كبيرة حتى تستطيع الأندية استقدام نجوم على مستوى عال أو في خطواتهم الأولى نحو العالمية.


وفي ظل غياب الإثارة في الملاعب فلا بد من السماح لكل ناد في استقطاب لاعب خليجي واحد، ولاعب عربي واحد ليعاملوا معاملة المواطن لا الأجانب، وأن تسبق مباريات دوري الرديف مباريات دوري المحترفين، والسماح في دوري الرديف بمشاركة ثلاثة إلى أربعة من المقيمين في الدولة مع كل فريق، فهناك مواهب من مختلف الجنسيات قد تجذب جماهير الجاليات، وأفكار لا تعد ولا تحصى للتطوير، ولذلك افتحوا الأبواب للجماهير للمشاركة بأفكارها لتطوير الكرة الإماراتية!