دشن الوصل مشواره في البطولة العربية في كأس الملك محمد السادس على ملعبه بزعبيل مباراته مع شقيقه فريق الهلال السوداني بفوز مستحق وعن جدارة بهدفين مقابل لا شيء.
لعب فريق الوصل أمام الهلال السوداني واحدة من أفضل مبارياته على المستوى التكتيكي، هذا حدث بعد تجديد جلد الفريق، وقد شاهد الجمهور فريقاً جديداً كلياً، فقد كان الجميع يترقب هذه اللحظة ليشاهد هذا الإمبراطور الجديد القادم من النمسا كيف سيظهر؟ وماذا سيقدم؟
قدم الوصل الجديد مستوى راقياً وتفاهماً عالياً بين خطوطه، وما شد الانتباه هو مستوى خط الدفاع والذي كان يعاني منه الوصل لسنوات طويلة.
الوصل لعب بتوازن بين خطوطه واستطاع أن يصل لمرمى الخصم بسهولة ومرونة عالية وقد أضاع عدة فرص، وكان رحيماً بفريق الهلال السوداني.
شاهدنا المباراة وأجمع كثير من المحللين على هذا الرأي؛ «أن يكون الوصل قوياً جداً جعل الهلال يظهر هزيلاً، أو الهلال يمر بحالة عدم اتزان وسيكشف الفريق عن مستواه الحقيقي في المباراة المقبلة والتي سيلعبها على ملعبه في الخرطوم».
بصرف النظر عن نتيجة المباراة المقبلة مع الهلال إلا أن الوصل تطور ونفض عن نفسه غبار الموسم الماضي المعتم وقدم نفسه بصورة باهية وقرع جرس الإنذار لباقي فرق دورينا، الوصل الجديد الذي شاهدناه وصل متوازن ووصل خطير ووصل سريع يملك حارساً يقظاً ودفاعاً متماسكاً ووسطاً قادراً على ربط الخطوط بسلاسة وهجوم ضارب.
بعيداً عن المستوى الفني وأداء الوصل الجديد سأتطرق لجمهور الوصل فقد أبهرنا بحضوره وبكثافة في ظل ظروف الطقس عالي الرطوبة وفي وسط إجازة فيها أغلب الناس خارج الدولة، ولكن ما شاهدناه في الملعب يدل على أن أوفياء الإمبراطور يزعلون لكن لا يتخلون عن اللون الأصفر، حيث حضر ما يقارب أربعة آلاف متفرج، وهذا رقم كبير بالمقارنة مع التوقيت والظروف التي ذكرناها أعلاه.
أما بخصوص الرابطة التي قدمها الوصل في مدرجاته في المباراة باعتقادي هي ظهور فاجأ الجميع مع أنه حق مشروع، ولكن انفرض على الإدارة في ظل مقاطعة البعض الذي كان يشغل مدرجات التشجيع والذي شن حملات مسيئة جداً للإدارة في رمضان، وأنا كلي ثقة بأن الإدارة ستكون متسامحة مع تلك الفئة مهما كانت الإساءات مريرة، فالبيت الوصلاوي للجميع بدون استثناء ومهما حصل فالاختلاف والزعل في حب الوصل مقبول، ولكن في حدود الذوق والأخلاق.