أجمل الدوريات في الوطن العربي في المملكة العربية السعودية سينطلق قريباً، بتغيير منهج إدارة الدوري والسماح للفرق بعدد من اللاعبين الأجانب والمقيمين، الأمر الذي أدى إلى تحول الدوري لقوة تنافسية كبرى على المستوى الآسيوي وتتابعه جماهير من مختلف دول الوطن العربي، ويأتي بعده بمراحل في الإثارة والجذب وليس المستوى الفني الدوريات في كل من المغرب والجزائر وتونس، ومصر والإمارات، حيث يوجد هناك قاعدة جماهيرية كبيرة في مختلف الدول العربية لفرق تلك الدول ذات الشعبية الجارفة.

في المغرب مثلاً لـ«الرجاء» و«الوداد» مشجعون في أقطار عربية أخرى وتكون المتابعة محصورة على لقاء القطبين، وكذلك الحال في مصر والجزائر والتي يكون التنافس فيها محصوراً بين نادييّن إلى ثلاثة أندية في كل موسم، وربما التونسي يدخل في المنافسة ثلاثة أو أربعة أندية أحياناً، وأما في الدوري السعودي فهناك خمسة أندية كبيرة بتاريخها وستة أندية كبيرة بالمستويات التي تقدّمها، وباقي الفرق لا تستطيع أن تتوقع من سيفوز بأي لقاء تلعبه تلك الأندية مع باقي أندية الدوري السعودي، ومنافسة جميلة ومستويات وأداء فني يرتقي إلى أن يكون الأمتع في الشرق الأوسط وفي القارة الآسيوية.

كان قرار الجهات المختصة في منظمة كرة القدم الإماراتية بزيادة عدد الأجانب وإشراك المواليد والمقيمين قفزة نوعية في تسويق وزيادة رقعة انتشار وشهرة أندية الدوري الإماراتي وتعظيم جماهيريتها على المستوى العربي فيما هو قادم من سنوات، وإن كانت هناك آراء وأصوات ترى أن تلك الخطوة ستضر بالمنتخبات في المراحل السنية في نهاية المطاف وتضعف المنتخب الوطني الأول في ظل جذب المواهب الشابة الجاهزة من قبل الأندية، والذي قد يجعل عملية تفريخ نجوم صغار في قطاعات البراعم والصغار والناشئين والشباب أمراً في غاية الصعوبة وستحجم المواهب الإماراتية وتبتعد عن الالتحاق بالأندية التي تأتي من الخارج بلاعبين يقللون من فرص مشاركة مواطني الدولة في دوري بلدهم في المستقبل القريب.

ويصعب قياس مدى جدوى الخطوات التصحيحية الجذرية في جعل الدوري الإماراتي محط أنظار الجماهير العربية، وغير العربية، وإدخاله ضمن صناعة الترفيه والسياحة الرياضية في الدولة وحدوث زلزال في الفكر الذي يقف خلف تطوير الدوري والتوجه الاستراتيجي لأهداف الكورة الإماراتية، ولتكون كرة القدم سلاحاً ناعماً وأحد روافد السعادة للشعب، وجعل الرياضة إحدى مساحات التسويق للدولة وهل هناك حاجة لمجالس إدارات وشركات كورة قدم بفكر جديد أو تفكير جديد لنفس الإدارات والشركات.

العمل على قدم وساق في هذه المرحلة الانتقالية والتي تمهد لتحول الأندية لمؤسسات ربحية مستقلة بعيداً عن الدعم الحكومي وبداية لربيع كروي أخضر، وإن كان الأخضر قد جف ربيعه والإطاحة بمفاهيم قديمة في الملكية والربحية والإدارة وصناعة المنتخبات والانتماء الكروي بعد احتضان تلك التغييرات الكبرى لتتحول الأندية الإماراتية لشركات مساهمة كبرى لها باع استثماري وتجاري وتنموي وفتح فرص عمل جديدة للشباب.