الرياضة اليوم ليست كالرياضة في السابق، فاليوم أصبحت الرياضة تجارة، وتجارة تدر مالاً كثيراً.

الأندية الرياضية في الدول الغربية، تنتج ثروة كبيرة من الرياضة في كل الجوانب، من إنتاج لاعبين من بيع لاعبين من بيع منتجات رياضية، أو بيع تذاكر المباريات، أو حقوق البث.. إلخ.

إذن هي سلعة تدر مالاً كثيراً، وأسهمها في ارتفاع دائماً، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا الأندية عندنا ما زالت تعتمد على الدعم الحكومي فقط، ولا تستطيع أن تصبح مؤسسات ربحية؟

الجواب على هذا السؤال ليس بالصعب، ولكن السؤال الذي يليه، لماذا لم نعالج هذا الأمر بسرعة، بالرغم أن أكبر المستثمرين في أندية الغرب من قومنا ومن جلدتنا..؟

أنديتنا قادرة على أن تعتمد على نفسها مادياً، بل قادرة أن تصبح أندية مربحة تدر فلوس، ولكن تنقصنا الإرادة، أو ربما الخوف من هكذا مجازفة...!

لماذا نملك أندية كثيرة، وجميعها مدعومة حكومياً؟ لماذا لا نشترط مشاركة الأندية في دوري المحترفين للأندية بشركات خاصة، ولكن ليس كما يحصل حالياً، نادٍ تملكه شركة خاصة، وفي النهاية تموله الحكومة، فهذا خداع للنفس..! نعم أنا لا أمزح، لماذا نغش أنفسنا بمسمى دوري محترفين، وأندية تملكها شركات صورية فقط، لنبيّن للعالم، ها نحن نشبهكم، فعندنا أندية خاصة، وفي الحقيقة نحن نخدع أنفسنا، ونخدع الآخرين..!

خصخصوا الأندية، واجعلوا الشركات التي تملك الأندية مساهمة عامة، واجعلوا المستثمرين والتجار يديرون المؤسسات الرياضية، لكي تربح الرياضة، ليس فقط فلوس، ولكن فكر إداري متقدم، يمكن أن يرفع من مستوى الرياضة محلياً.

الخوف من عدم المجازفة بخصخصة الأندية الرياضية، سيجعلنا متوقفين، بل متأخرين عن العالم حولنا، ولا بد من خطوة جريئة، تجعل الرياضة سلعة مربحة، حينها سنتطور.

المشكلة في الدعم الحكومي للأندية الرياضية، هو الفكر الذي يدير الأندية، فمثلاً المنظمات غير الربحية، ينعدم فيها روح الإبداع والابتكار والتطور، عكس الشركات الربحية، والتي تعمل ليل نهار، وتفكر وتبتكر طرق الربح، وهذا التفكير المشتعل يجعلها تتطور باستمرار.

نعم نستطيع أن نجعل أنديتنا خاصة، ونستطيع أن نتدرج ونضع برنامجاً لتجهيز البنية التشريعية والجاذبية الاستثمارية للرياضة، الأمر جداً بسيط، ليس عليكم إلا رمي الأندية في بحر الخصخصة، وستتعلم لوحدها العوم، فقد نضجت، وأصبح لها أصول ذات قيمة، وأصبح للأندية أذرع طويلة، تستطيع أن تستثمر في أندية، وفي أكاديميات محلية وعربية وأفريقية وآسيوية، وإنتاج لاعبين من ذهب.

في الخاتمة، المجال واسع للربحية في الرياضة، فقط نحتاج إلى قرار جريء، وقد حان الوقت لرفع الدعم الحكومي عن الأندية الرياضية وخصخصتها.