حتماً لم تصل الرياضة الإماراتية لمستوى طموح قيادتها ولا شعبها ولا محبيها، خصوصاً أن كل الأسباب التي يحتاجها البطل للنجاح والإنجاز متوافرة في الدولة؛ من دعم ومنشآت وطبابة، ولكن الرياضات الفردية التي تأتي بالذهب غالباً غير جماهيرية، وحتى غير ممارسة بشكل كبير مثل الملاكمة والمصارعة ورفع الاثقال والسباحة وألعاب القوى غير الجري، مثل رمي الجلة والرمح والوثب العالي والطويل والزانة وقفز الحواجز والمسافات الطويلة والقصيرة (عداء واحد مميز قد ينافس على ميدالية في أكثر من مسافة قصيرة أو متوسطة)، علماً أنه خلال 37 سنة من المشاركات الإماراتية في الألعاب الأولمبية تم تحقيق ميداليتين فقط واحدة ذهبية في الرماية للشيخ أحمد بن حشر والثانية برونزية لسيرغي توما في الجودو.

ومن يعيش في الإمارات سيعرف أن هناك ألعاباً لها ممارسون مثل الرماية وركوب الخيل وكرة الطائرة الشاطئية والدراجات الهوائية وبعض الرياضات القتالية، ولكنها لم ترتق لمستوى المنافسة آسيوياً أو عالمياً اللهم إلا في حالتي سمو الشيخة ميثاء بنت محمد والشيخ أحمد بن حشر وأنا أعتقد أن الزخم الهائل الذي تركه التتويج الذهبي الأول في الرماية لم يتم استغلاله بالشكل الذي يتيح إيجاد أجيال من عشاق الرماية بأنواعها (كما الرماية الكويتية مثلاً)، كما يمكن دخول عالم القفز على الحواجز بالفروسية طالما أن حب الخيول وممارستها يحظيان بقاعدة واسعة من الناس.

وحتماً إيجاد عدائين للمسافات المتوسطة والطويلة ليس بالأمر البالغ الصعوبة هذا إذا سلمنا أن الأمريكان والجامايكيين والكنديين يسيطرون على المسافات القصيرة والتتابع.

ومن الممكن جداً ابتعاث بعض المواهب لبلدان كبرى مثل أمريكا وفرنسا وحتى الصين أو الإتيان بمدربين عالميين وخلق جيل كامل (كما حدث في البحرين في الجري) وكان لهذا الجيل مردود كبير في مناسبات أولمبية وعالمية.

وحدث أن اجتمع مرة في فندق غراند حياة بدبي كل مفاصل الرياضة الإماراتية ومجالسها الرياضية والهيئة والأندية في محاولة للخروج برؤية واضحة لمستقبل الرياضة المحلية، وكان هناك توصيات مهمة ولكننا لم نر نتائجها على أرض الواقع حتى الآن على الأقل.

سبق وقلت الرياضة الإماراتية مؤهلة وقادرة على المنافسة وما زلت عند رأيي لو تم التركيز على إيجاد مواهب تستطيع ترك البصمة سنوات طويلة، لو تم تدريبها وتأهيلها بالشكل الأفضل والأمثل.