كلي ثقة بأن أحداً لم يكن يتوقع أصلاً التأهل لمراحل متقدمة في أولمبياد طوكيو، ولم يتجرأ أحد على التفكير في ميدالية خشبية حتى في معترك لا يحتمل أشباه الرياضيين، وبطولة لا تعترف سوى بالأجدر والأقوى والأجهز، لذا كان الجميع بانتظار سماع الأسطوانة المشروخة التي تتكرر مع كل إخفاق، ويمكنكم الرجوع للأرشيف الصحفي خلال العشرين سنة الماضية لتجدوا نفس الأسباب والمبررات والمحاور والأشخاص، لدرجة أن الجميع حفظ تلك المبررات عن ظهر قلب، وأصبح الكل يكرر مفردات الأسرة والمدرسة والأندية والمنشآت وغيرها، وتناسى الجميع وضع حلول عملية لمعاناة رياضية استفحلت.

خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، ولست مع المتشائمين الذين يركنون لزاوية التبرير وعدم وجود الموازنات وغيرها من الأسباب الواهية، ولكني على يقين بأن الجميع تناسى عدم وجود (الرغبة الحقيقية) في الإصلاح والخروج من جلباب الاستحواذ على كراسي الرياضة إلى آفاق العمل الجماعي وفتح المجال للآخرين من الكفاءات، خاصة الشباب الذين لم يجدوا فرصة للتنافس مع ديناصورات الرياضة على إدارة المؤسسات الرياضية بطريقة احترافية.

نوعية القيادة الإدارية كانت وما زالت المحرك الأساسي لكافة المؤسسات، وإذا أردتم أن تعرفوا إنجازات مؤسسة أسالوا عمن يديرها، لذا فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أكد دائماً على نوعية ومواصفات القيادات الناجحة، وللعلم فإن معيار القيادة يأتي على رأس هرم معايير تقييم المؤسسات الناجحة.

لا نريد تقارير ولا نريد أوراقاً يكون مصيرها أدراج المكاتب، بل نريد محاسبة وتقييماً حقيقيين للخروج من عنق زجاجة الإخفاق، فقد تلاعبت كراسي الرياضة بالجميع طويلاً وحان الوقت لتغيير واقع الرياضة الإماراتية بوجوه جديدة تضع الإمارات أولاً.

همسة: «لا تتوقع إنجازات رياضية في ظل غياب احترافية إدارية».