عادت الحرارة من جديد للكرة الإماراتية بعودة دوريها الذي بات يحمل اسم دوري أدنوك للمحترفين، والذي نتوقع أن يكون لاهباً، ليس كبدايته الفاترة رغم حرارة الجو ورغم السماح بعودة 60 بالمئة من المدرجات التي بقيت شبه خالية، والأسباب كثيرة، فلا مواجهات كبيرة من البداية، وشهر أغسطس هو الأكثر حرارة ورطوبة في الدولة، وكثير من الناس خارجها، ولكن مع هذا توقعت على الأقل نسبة أكبر مما شاهدته.
كما توقعت أن يكون العروبة مثلاً أكثر صلابة مما شاهدته في مباراته الأولى أمام الوحدة وخسر بالأربعة، فليس الهدف من الصعود للأضواء هو أن يكون النادي ضيف شرف ثم يهبط من جديد، وأعرف أن المهمة صعبة في ظل وجود أندية محترفة ومجهزة بالنجوم والمدربين، ولهذا معظم من يصعدون قد يهبطون في نفس الموسم، لكن بعضهم لا يقبل بهذه القاعدة، وبعضهم يترك بصمة، وشاهدنا العين وأبها وبعض الأندية في الدوري السعودي يعذبون الكبار حتى وإن هبطوا لاحقاً، وهو ما فعله الإمارات «إلى حد ما» أمام شباب الأهلي في مباراته الأولى، وعجمان الذي «كاد يهبط» أمام النصر المحير.
حتماً من المستحيل الحكم على دوري أدنوك من يومه الأول، ونحن نتمناه أن يكون مختلفاً بعد موسم ملغى، وآخر بدون جمهور، لهذا فسقف التوقعات عالٍ جداً، خاصة في ظل وجود محترفين ومواطنين مميزين، وهو ما شاهدناه في حفل جوائز رابطة المحترفين الذي كان خير بداية للموسم، وأحب أن أشيد بالرابطة ورئيسها الأخ والصديق عبدالله ناصر الجنيبي الذي حول الرابطة إلى خلية نحل، تعمل ليل نهار، فكان الناتج فعلاً إبهاراً في إبهار، بدءاً من كأس سوبر الخليج العربي مروراً بنهائي كأس رئيس الدولة ووصولاً لحفل الجوائز الذي لم يخلُ من تساؤلات (في الشارع الكروي وبين المحللين وعبر وسائل التواصل) حول أمرين فقط، هما موضوع الكابتن مهدي علي الذي خرج من قائمة الأفضل في فئة المدربين، وهو الحاصل على ثلاث كؤوس من أربع في الموسم.
وهذه تحتاج لإيضاحات، وهو نفسه رفض التعليق، والمسألة الثانية موضوع إسماعيل مطر، فبعض الزملاء يرون أنه يستحق أن ينافس على جائزة أفضل لاعب، وأعتقد أن هذا الكلام فيه إجحاف بحق علي مبخوت الذي ترك كل المحترفين خلفه، وهو يتألق في التسجيل وفي صناعة اللعب وحتى في كتابة التاريخ، ويبقى إسماعيل أيقونة كروية إماراتية وعربية، وقد كُرّم مرتين في الحفل، مرة بتصويت الجمهور، ومرة بجائزة أجمل هدف، مع اعتراف الجميع أن الكابتن إسماعيل قدم موسماً جيداً جداً، وهو نموذج يُحتذى للشباب الإماراتي في الاجتهاد والتدريب والعزيمة والموهبة والأخلاق.
ألف مبروك انطلاق الموسم الإماراتي، وعسى القادم أحلى وأجمل وأمثل.