الأكيد أنه في كل تجربة في الحياة عموماً هناك دروس مهما كان حجم هذه التجربة مؤلماً، وأتحدث بشكل عام طبعاً.

والأكيد أن تلعب أمام منتخب مرشح لكأس العالم، وحملها مرتين، وفيه أفضل لاعبي العالم، فهي فرصة نادرة لا تعوض مهما كانت نتيجة المباراة.

والأكيد أنه لا يمكن الجزم بحالة منتخب من مباراة ودية، غير تنافسية، ركز خلالها لاعبو الأرجنتين على الابتعاد عن أية إصابة محتملة يمكن أن تتسبب في الغياب عن أهم مناسبة كروية ينتظرها الكوكب كل أربع سنوات مرة.

ولكن الأكيد أنه يمكن أخذ فكرة عامة عن حالة المنتخب الإماراتي الذي ما زال بعيداً كل البعد عن طموحات جماهيره في أن يلعب على الأقل بمتعة كما فعل في الشوط الثاني، ولكن شباكه اهتزت وقتها 4 مرات بالشوط الأول في مشهد دفاعي غريب كان أشبه بالتمرين منه لمباراة (ودية)، ولا أريد أن أقارن بأية مباراة أخرى، ولكن في نفس اليوم لعبت عُمان مع ألمانيا بطلة العالم 4 مرات، وقدمت أداءً مبهراً بمجموعة شابة متناسقة مثلما قدّم الأخضر السعودي أمام كرواتيا وصيفة بطل العالم رغم خسارة المنتخبين المباراتين.

قد يكون من الإيجابيات ظهور بعض اللاعبين الشباب بمستوى جيد جداً، إضافة للحضور الجماهيري الرائع الذي بدأ مع هذا الموسم في كل المباريات الكبيرة، ولم ولن يتوقف إن شاء الله.

الكرة الإماراتية فيها خلل ما، أعتقد أنه في نوعية اللاعبين والمواهب وانعدام الاحتراف الخارجي (وحتى الداخلي الحقيقي)، رغم كل ما توفره منظومة كرة القدم من موارد وتسهيلات وملاعب ومنشآت ومغريات، ولكن يجب أن يكون هناك احتراف حقيقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حتى لا تبقى كرة الإمارات حبيسة الطفرات والمناسبات الآنية، ولا أظن أن الرواتب الكبيرة والعقود التي يتقاضاها اللاعبون يمكن أن تغريهم بمجرد التفكير بالاحتراف الخارجي (هذا رزقهم والله يبارك لهم)، ولكن فكرة الاحتراف يجب أن تكون هي المهيمنة على المشهد، بدءاً من توقف الدعم الحكومي للأندية برأيي الشخصي، وانتهاءً بنمط الحياة الاحترافية في كل منظومة كرة القدم، التي باتت قطاعاً منتجاً في غالبية دول العالم، ولا أقول كلها أبداً.