لا حديث في الوقت الراهن «رياضياً» سوى عن الأبيض الإماراتي بعد خروجه متذيلاً ترتيب مجموعته في «خليجي 25» بالبصرة، بنقطة يتيمة من تعادل مع قطر وكان لدي إحساس أن كل شيء يمكن أن يتم نسيانه لو حقق المنتخب الفوز وحتى لو لم يتأهل للنصف نهائي ولكن القصة أكبر من ذلك برأيي، ليست القصة في الخروج فهناك 4 منتخبات من أصل ثمانية خرجت ولكن القصة أن المنتخب لا يشكل أي حالة رضا للجمهور ليس في هذه البطولة، بل في كل بطولة شارك بها أخيراً وتقريباً في كل الفئات.
إذاً هناك خلل ما في منظومة كرة القدم لن ينحل إلا بتغيير المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب ومنهم من تم إنهاء خدماته حتى قبل أن يلعب مباراة رسمية واحدة، ومنهم من ذهب ثم عاد ومنهم من تميز في الدوري ولم يبصم مع المنتخب أي أنهم جربوا كل الاحتمالات والمدارس الممكنة وبقي المنتخب على حاله أو تدهورت نتائجه، علماً أن المواهب والعناصر ليست شحيحة بل موجودة إلى حد ما والدوري في أحلى أيامه والجماهير تحضر والملاعب موجودة والمنشآت على أعلى مستوى، والصرف يتجاوز أضعاف ما تنفقه بعض الدول الخليجية وكثير من الدول العربية، ويبقى أن الاحتراف الحقيقي غير موجود وأيضاً عدم رغبة اللاعب المحلي في الاحتراف لأن ما يتقاضاه محلياً لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتقاضاه خارجياً فلماذا يحترف إذاً؟!
المشكلة أنه بعد كل خروج أو انتكاسة كروية يتم الحديث عن النقاط نفسها، التي نسمعها من سنوات طويلة أي أننا ندور في حلقة مفرغة بانتظار أن يأتي جيل من اللاعبين يجسر الهوة بين ما هو حقيقي على الأرض والطموحات والإمكانات المتاحة، ولكن الأجيال لا تأتي كل يوم مثل جيل الطلياني وفهد خميس وزهير بخيت وعبدالرحمن محمد ومبارك غانم وفهد النويس ومحسن مصبح، مروراً بجيل إسماعيل مطر وخصيف وحميد وأحمد خليل وصولاً لجيل عموري وعلي مبخوت.
الكرة الإماراتية تعاني حلقة مفقودة يجب أن يجتمع الخبراء والفاهمون ويحاولوا العثور عليها، وإيجاد الحلول الجذرية لها بدل الحلول الآنية التي أثبتت أنها غير ناجعة وغير ناجحة ولم تستطع الوصول بالمنتخب إلى نهائيات كأس العالم إن كانت كأس العالم الهدف الأكبر ولا المنافسة في كأس آسيا أو كأس العرب أو كأس الخليج، يجب معرفة هذه الحلقة المفقودة وتشخيص الحالة وبعدها لكل حادث حديث.