خلال الأسبوع الماضي، سمعت وقرأت وشاهدت العديد من المقترحات للمشاكل التي تواجهها كرة الإمارات، منها ضرورة وجود مجلس من الخبراء وأصحاب الدراية والمعرفة بالكرة الإماراتية، وهناك من اقترح وجوب إنشاء مجلس وطني للرياضة، مثل المجلس الوطني للإعلام مثلاً، وهناك من اقترح إعادة النظر بشأن رواتب اللاعبين وتحجيمها، وهناك من طالب بالعودة للمدارس والرياضة المدرسية والأكاديميات، وتبقى الكلمة السحرية في رأيي المتواضع هي «الاحتراف الحقيقي»، وكل ما سبق من دون احتراف حقيقي سيبقى مجرد محاولات سبق وتم الحديث عنها عشرات المرات بعد الكثير من الإخفاقات، وسبق وحدث أن اجتمعت كل أركان الرياضة الإماراتية تحت سقف ربما لأول مرة في فندق جراند حياة بدبي، وسمعنا الكثير من المقترحات والنقاشات والتوصيات، لكن أغلبها لم يرَ النور، لهذا أعتقد أن تشخيص المشكلة، كما ذكر الكثيرون، هو أول طرق حلها، ويجب أن يكون الحل جذرياً، لا آنياً ولا موضعياً ولا مؤقتاً، ولا ردة فعل على خروج، بل استراتيجية كاملة ليس لكرة القدم فقط، بل للرياضة الإماراتية كلها، وهي التي تعتبر الحلقة الأضعف في منظومة تطور الدولة، التي وصلت إلى المريخ، وتنافس العالم في كل شيء إلا في الرياضة، ولا أعتقد أن هناك نقصاً في المواهب ولا الإمكانات، لكنّ هناك نقصاً في اكتشاف المواهب وكيفية رعايتها وصقلها وتنميتها وديمومتها، بدل أن تكون مجرد طفرات أو فورات أو حالات فردية تحدث مرة كل عقد أو عقدين من الزمن.
لا أعذار أبداً طالما هناك اهتمام قيادي، وهناك منشآت يحلم بها أي رياضي في أية دولة في العالم، وهناك إمكانات مادية وطبية وعلمية، وبنى تحتية، وملاعب وصالات عالمية المواصفات، ومعسكرات إعدادية في أهم الدول، ومدربون على أعلى مستوى، وإعلام مساند ومتابع، أي أن كل شيء متوفر في المنظومة الرياضية، حتى تكون هناك إنجازات وميداليات ومنتخبات تستطيع أن تنافس خليجياً وعربياً وقارياً وحتى عالمياً، المهم أن نعرف أين المشكلة حتى يتم حلها.