لم يكن الوصل فريقاً عادياً وهو يلاقي فريق الشرطة العراقي على ملعب الأخير، في الجولة الخامسة من بطولة النخبة الآسيوية، لكن لأنه كان غير عادي، فقد حقق فوزاً كبيراً قوامه ثلاثة أهداف مقابل هدف في ظروف ولا أصعب، وحق له أن يصل إلى النقطة العاشرة، وأن يحرز المركز الرابع، بعد الثالوث السعودي المتألق، والذي يهيمن على مراكز القمة، بمعرفة الأهلي الذي ينفرد بالصدارة بالعلامة الكاملة، 15 نقطة من 15، ويليه الهلال ثم النصر برصيد 13 نقطة لكل منهما.
لقد كان الوصل شجاعاً وهو يواجه ملعباً قاسياً في أرضيته وجماهيره لا يتوقف زئيرها لحظة، وفريقاً شرساً عصبياً، وتمكن من التغلب على كل ذلك في ثبات وروح قتالية استثنائية، سجل هدف السبق فاستشاط فريق الشرطة وحاصره بعنف حتى تمكن من التعادل، وفي الوقت الذي ظن الجميع أن أهداف الشرطة ستتوالى لا سيما في الشوط الثاني إذا بمدرب الوصل يدفع بثالوث خطر أدخره لوقت الحاجة، فنزل الملهم ليما ومعه خمينيز وهاريس فقلبوا الموازين، ومعهم المتألق دوماً علي صالح، فكان الهدفان الثاني والثالث اللذين كانا بمثابة دش بارد، أبطل سخونة اللاعبين العراقيين، وأحبط جماهيرهم، وكانت بعد ذلك صافرة النهاية التي كتبت أصعب الانتصارات في أصعب الملاعب، ليكون الوصل الفريق الوحيد الذي يفوز وسط هذه الأجواء والفريق الوحيد الذي يسجل ثلاثة هناك.
آخر الكلام
يسير الوصل في بطولة النخبة على خطى الأهلي السعودي وعلى خطى البطل العيناوي في النسخة الماضية، فهو يتألق آسيوياً غير مبالٍ بتعثره وابتعاده عن مراكز المقدمة في بطولة الدوري المحلي، إنها أعراض الأبطال ووثبة الفهود.
تنتظر جماهيره موقعة أخرى في منتصف الأسبوع المقبل قبل فترة توقف طويلة لهذه البطولة، عندما يستضيف بزعبيل فريق الريان القطري، على أمل أن يحقق فوزاً جديداً يضمن له التأهل المبكر إلى الأدوار النهائية للبطولة، ويمضي قدماً مع كبار آسيا، في مواجهة مباشرة لمنصة أغلى ألقابها.