إذا كنت لم تشاهد مباراة كأس السوبر الإماراتي بين فرسان شباب الأهلي والإمبراطور الوصلاوي التي انتهت لمصلحة الفرسان بركلات الجزاء فقد فاتك الكثير، وإذا تمكنت من مشاهدة الإعادة فستكتشف كرة القدم التي تحب وتكره، نعم تكتشف شيئاً من جنون الكرة وغرابتها.
أولاً: أن السوبر الإماراتي بينه وبين شباب الأهلي تحديداً شيئاً شبيهاً بقصص الحب والغرام، فهي تريده ولا تريد غيره، فقد حقق لقبه السابع وهو رقم قياسي يصعب بلوغه لاسيما إذا عرفت أن الذي يأتي بعده لم يحققها سوى ثلاث مرات وهما العين والوحدة.
ثانياً: أن الوصل لم يحقق هذه البطولة ولا مرة في تاريخه، ولو كانت تريده فقد كانت هذه المرة سانحة لكنها هي الأخرى رفضت، فقد فعل كل شيء في الوقت الأصلي، تعادل بهدفين بعد أن تقدم بهما شباب الأهلي وكان أحدهما في الوقت الضائع، وكان ذلك مبشراً بأن ركلات الجزاء ستنحاز إليه، لكنه فجأه أطاح بها نجومه الكبار في مشهد غير متوقع!
ثالثاً: كان العكس هو الصحيح، ففي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن شباب الأهلي يبتعد بعد «ريمونتادا» الوصل، إذا بالكرة تطاوع تصميمه وتركيزه، ولأنها تريده وتفضله، فقد أصاب كل الركلات وتقدم لمنصة التتويج ليحمل الكأس للمرة السابعة وللمرة الثانية على التوالي.
آخر الكلام
يستحق «الفرسان» لقب ملوك السوبر التي حملت هذه المرة تسمية جديدة هي «سوبر إعمار»، بعد أن دخلت هذه المؤسسة الكبيرة عالم كرة القدم الإماراتية داعمة ومساندة، وهكذا شباب الأهلي دائماً فهو الملك المتوج لكل البدايات.
أما الوصل فليس عليه أن يحزن أو يتأثر فقد كان قوياً ونداً وتعادل في اللحظات الأخيرة لكن جماهيره أدركت أنها ليست بطولته، وخرجت حزينة وغاضبة ليس من فريقها الذي قاتل قتالاً عنيفاً مع شباب الأهلي ولكن من قسوة كرة القدم.