المتتبع لفريق الجزيرة يعرف أن العودة للقديم ليست من عاداته!

خبر عودة البرازيلي براغا لقيادة الفريق الأول لكرة القدم لنادي الجزيرة لم يكن مفاجأة لي ولا لكثيرين غيري، فمنذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نسمع عن رغبة النادي في عودته، وها هي تتحقق أخيراً.

الأسباب في العودة تبدو معروفة، فهذا المدرب سيبقى في ذاكرة الجزراوية إلى ما لانهاية، لأن اسمه ارتبط مع أول بطولة دوري وأول بطولة كأس يحرزهما الجزيرة في تاريخه، لا سيما أن البطولتين تحققتا في موسم واحد، وهذا في حد ذاته يبقي صلة الود بين الطرفين، بحيث لا تنقطع تحت أي ظرف من الظروف، والذي زاد من »غلاة« هذا المدرب أن الجزيرة من بعده لم يحقق شيئاً يذكر، وكأنه اكتفى بما فعل أيام براغا!

في الموسم الأخير فاض الكيل، فلم يحقق الفريق الكبير أي شيء، رغم أنه كان بإمكانه على الورق أن يحقق كل شيء، فقد عمل كثيراً، وصرف كثيراً، واستقدم العديد من اللاعبين الأجانب المرموقين، إلى جانب وجود نخبة من اللاعبين المحليين، على رأسهم أهم مهاجم إماراتي هو علي مبخوت، رغم كل ذلك خرج الجزيرة من المولد بلا حمص!

من البديهي في مثل هذه الظروف أن يحن الجزيرة لمن شاركه الألقاب الكبرى وساهم مساهمة كبيرة في الإتيان بها، بخاصة وأن عقارب الساعة كمن توقفت بعد رحيل براغا!

من أجل كل ذلك كسر الجزيرة القاعدة وأعاد التعاقد مع مدرب سابق، رغم أنه لا يحب هذا الأمر، ولم يسبق له أن فعله!

ونحن من جنبنا نتفهم الأمر، على الأقل من الجانب العاطفي، ونتمنى أن تتكرر الإنجازات وتعود مع براغا، ومع مدير الفريق المخلص أحمد سعيد، ومع هذه النخبة المتميزة من اللاعبين.

إذا كان لي من رأي مخالف، فلن أتمسك به الآن بعد أن قضي الأمر، ربما أكون ضد المبدأ، غير أني أبداً لا أكون ولا أرضى أن أكون ضد براغا فهو مدرب محترم!

سر عدم التمسك بالرأي أنه ليس في كرة القدم نظريات حاسمة ولا قواعد دامغة، فهي في الأول والأخير كرة قدم، يعني نشاط إنساني، وليست معادلات رياضية!

كل ما أتمناه الآن، وبالمناسبة ففريق الجزيرة من الفرق التي تشدك وتلفت الانتباه إليك، أتمنى أن يسد النواقص، وأن تكتمل صورته الدفاعية كأفراد، حتى تنتظم بعد ذلك كمجموعة في إطار الأداء الجماعي للفريق وهو يهاجم وهو يدافع!

الجزيرة لم ينجح في السابق بالمدرب براغا فحسب، بل نجح كمنظومة عمل، لكل واحد فيها دوره، فليستعيد الجزيرة الأدوار المفقودة، لأن المدرب مهما كان لا يملك عصا سحرية، فهو الآخر يؤدي دوره كما يؤديه غيره!

كلمات أخيرة

مارادونا يقترب من تدريب العربي القطري، خبر ينسجم مع الحالة العامة هناك، فمارادونا »المروج« أهم ألف مرة من مارادونا »المدرب«، نحن في زمن الترويج!

دورة ناس الرمضانية التي يتبناها سمو الشيخ حمدان بن محمد، أشبه بدورة أولمبية، يشارك فيها 4 آلاف رياضي في سبعة ألعاب، والاهتمام متزايد بأصحاب الحاجات الخاصة إلى جانب إخوانهم الأسوياء، إنها صورة نموذجية للناس اجتماعياً ورياضياً ونفسياً، إنها رؤية شابة مختلفة لشاب مختلف.