كان تعادل منتخب الإمارات مع شقيقه الفلسطيني بهدف لكل منهما في الجولة الثانية من دوري المجموعات بكأس آسيا، بمثابة الحفاظ علي «شعرة معاوية»، التي أبقت أمل الصعود لدور الـ 16 قائماً، ليس لمنتخب الإمارات فحسب، بل لمنتخب فلسطين أيضاً.
وحقيقة الأمر أن الأبيض الإماراتي في هذه المباراة واجه ظروفاً صعبة للغاية في داخل الملعب وخارجه، ففي داخله لعب معظم المباراة بعشرة لاعبين، بعد طرد خليفة الحمادي قلب دفاعه، واحتساب ركلة جزاء، تصدى لها الحارس الهمام خالد عيسى ببراعة، وكان في ما بعد ذلك نجماً للمباراة، بعد أن ذاد ببسالة عن مرماه، ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة، أدرك فيها منتخب فلسطين التعادل بعد هدف السبق، الذي سجله النجم الصاعد سلطان عادل بضربة رأس رائعة، ووجه الصعوبة في هذا النقص العددي كانت مضاعفة، نظراً لفريق منافس تتمثل معظم قوته في روحه القتالية التي لا تبارى مع أي فريق آخر، وتجعله يبذل جهوداً مضاعفة طوال وقت المباراة، وإذا كان هذا هو الحال داخل الملعب.
ففي خارجه كانت مباراة أخرى أشد صعوبة، في مواجهة حشود جماهيرية هائلة تهتف لمنتخب بلادها الذي يؤدي وسط ظروف صعبة للغاية، هذا هو لسان حال منتخب فلسطين وجماهيره بهذه الأوقات العصيبة، والتي يعاني فيها أشد المعاناة.. نعم، لقد واجه منتخب الإمارات كل هذه الظروف القاسية ببسالة، ودافع فيها عن مقدراته وعلمه، وهذا حقه، وخرج بنقطة أبقت له حظوظه في التأهل للدور الثاني.
آخر الكلام
تتبقى للأبيض مباراة ثالثة مع المنتخب الإيراني، وإذا فاز فيها يصعد إلى الأدوار النهائية بصدارة المجموعة، وإذا تعادل أو خسر، لا قدر الله، من الممكن أن يصعد بالمركز الثاني، أو من خلال أفضل أربعة ثوالث. وإذا كان المنتخب الإيراني، الذي صعد فعلياً، بعد فوز باهت على هونغ كونغ بهدف يتيم، يوصف بأقوى فرق المجموعة، إلا أنه مثله مثل أي فريق آخر، قابل للخسارة، وليس على منتخب الإمارات إلا مواجهته بقوة، ومهاجمته، مؤمناً بقدراته التي أبقته حتى الآن بلا خسارة، رغم الظروف الصعبة.