بين كأس آسيا في قطر، وبين كأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار، مصادفات كثيرة، كان آخرها ما حدث ليلة أول من أمس، عندما نجح حارسان للمرمى في تأهل منتخبيهما إلي المربع الذهبي للبطولتين، ويكاد المشهد البطولي لكل منهما أن يتطابق تماماً مع الآخر، ففي قطر، كان للحارس مشعل برشم الفضل في تأهل العنابي القطري، حامل لقب البطولة، إلى الدور نصف النهائي، عندما تمكن من التصدي لثلاث ركلات جزاء، معوضاً إخفاقاً جماعياً لزملائه، في مشهد لم يكن يتوقعه أحد، ولم تصدقه الجماهير الغفيرة التي غمرتها الفرحة لتأهل فريقها علي حساب أوزبكستان، بعد اللجوء إلى ركلات الترجيح لحسم الأمر، فكان «برشم» هو البطل المغوار، الذي أعاد فريقه إلى البطولة، بعد أن كادت تضيع، وينقله إلي المربع الذهبي، ليواصل «العنابي» حملة الدفاع عن اللقب الناجحة، ويلاقي منتخب إيران القوي، الذي نجح هو الآخر في الفوز علي الساموراي الياباني، المرشح الأول للبطولة.
وكما فعل برشم مع منتخب قطر آسيوياً، فعل ويليامز حارس جنوب أفريقيا مع فريقه، وأوصله للدور قبل النهائي، في موقعة مشهودة أمام منتخب الرأس الأخضر، الذي أفسد عليه الحارس مفاجآته، ووضع حداً لها بتصديه لأربع ركلات جزاء دفعة واحدة، الأمر الذي أصاب جماهير جنوب أفريقيا بالهوس فرحاً في المدرجات، وكاد يصيب جماهير الرأس الأخضر بالجنون، من منظر هذا الحارس الذي يتصدى تقريباً لكل ركلات الجزاء، يميناً ويساراً، ويقضي على الحلم الجميل، وسلسلة المفاجآت التي كانت حديث القارة السمراء بكاملها.
نعم، لم تكن المصادفة طبيعية مع هذا الحارس الأخطبوط القطري، وهذا الحارس الأخطبوط الجنوب أفريقي، فكلاهما أسعد شعب بكامله، وليس مجرد إنقاذ فريق، ولعله من الإنصاف أن نقول إن ما حدث ليس مجرد حظ،، بل هو ثقة كبيرة في النفس، وحالة من التركيز، ودراسة مسبقة لقدرات المنافس.
كلمة أخيرة
كما أن استمرار العنابي وبلوغه المربع الذهبي وتألق حارسه برشم، أسعد كل العرب، فإن نشامى الأردن كان لهم قصب السبق، عندما أسعدونا ببلوغهم مربع الذهب الآسيوي لأول مرة، بروح عالية، كل التوفيق للعنابي أمام إيران، والنشامى أمام كوريا الجنوبية، فقد نجح الفريقان العربيان في القضاء على كلمة مفاجآت.