أراد المشهد أن يكتمل في قطر، ففازت بكأس آسيا المرة الثانية في تاريخها، وانضمت لركب الدول القليلة التي فازت بها مرتين متتاليتين.

لقد كان الحصاد وفيراً في منصة الشرف وهي تحرز أيضاً وحدها دونما منازع كل الألقاب الأخرى الفردية، أفضل روح رياضية وأفضل هداف وأحسن لاعب وأحسن حارس، ناهيك عن الجائزة الكبرى التي تتعلق بتنظيم دقيق، وملاعب مبهرة، وفعاليات مبهجة، وحضور جماهيري ضرب رقماً قياسياً ففاق المليون ونصف المليون. نعم من زرع حصد، فقطر تعمل منذ سنوات طويلة بمنظورها الخاص الذي آمنت به، والذي يحقق لها ما تطمح إليه وتتمناه بصرف النظر عن رأي الآخرين فيه.

فازت قطر في النهائي على منتخب الأردن بثلاث ركلات جزاء، وهو مشهد لم يكن في الأحلام، ولكنه حدث، وقناعتي أنه لا مجال للتشكيك، فهناك من فعل من دون حتى أن يرى لمجرد أنها ثلاثة، ركلات الجزاء هي كذلك دائماً محفوفة بتعدد وجهات النظر، ووجهات النظر تبدو مقبولة، ما دام أنها ستكون بعيدة عن التشكيك الذي لا طائل من ورائه ولا تستحقه قطر بما أنجزت.

أما عن منتخب الأردن الشقيق فقد حاز الإعجاب، وبالعلامة الكاملة، قدم درساً مجانياً لكل من يريد في كل شيء، بدءاً من الروح الوطنية حينما تكون في أحسن حالاتها، وانتهاء بفنيات اللعبة ومهاراتها، وبأقل القليل من المصروفات والملاعب والدوريات. أعلم جيداً أنهم سعداء بما أنجزوه، ولكن المؤكد أن بداخلهم حسرة كامنة، لعدم اكتمال الحلم، وعصيان اللقب الذي كان يبدو مستحقاً.

لقد ذكرنا ذلك بمنتخب الإمارات في سنة 1996، حينما خسر النهائي بركلات الجزاء، ويومها تحولت الأفراح بالوصول للنهائي إلى أحزان، ومن أيامها ونحن مختلفون في توصيف ما حدث، هل كان المركز الثاني وفضية آسيا إنجازاً، أم إخفاقاً بعدما ضاع اللقب وتبدد الحلم بسبب ركلة جزاء؟!

آخر الكلام

مبارك لقطر، التنظيم والاستضافة والبطولة، والحظ الأوفر للأردن، فما حدث بداية لعهد جديد.