لم يلعب الأهلي القاهري سوى 10 دقائق فقط لكنها كانت كافية لكي يكسب صديقه اللدود الزمالك بهدفين نظيفين وينال كأس مصر ومليون دولار، إضافة إلى تحقيق لقبين تاريخيين أحدهما يكمل به مشوار الـ 150 بطولة، وهو رقم غير مسبوق عربياً وأفريقياً، والثاني يصل به إلى الرقم 39 في بطولة كأس مصر العريقة، والزمالك لم يكن يكفيه أنه الأفضل معظم أوقات المباراة لكي يفوز!
هكذا هي أحكام كرة القدم، فعندما لا تصدق أنك قادر على تحقيق الفوز يكون العقاب الخسارة!
الأهلي والزمالك معاً ورغم الاسم الكبير والشعبية الطاغية والجماهير المدهشة التي لم يتسع لها المكان لم يرتقيا بأدائهما إلى مستوى المهرجان الإستثنائي المبهر الذي قدمته السعودية صاحبة المبادرة والضيافة، ويبدو أن المشهد الخيالي قد سبب ضغطاً لا إرادياً على اللاعبين فلم يقدموا ولا نصف مستواهم، ولولا أن الأهلي تذكر في العشر دقائق الأخيرة نفسه وتاريخه وإسمه وصنع الإثارة والمتعة، لأوقع الكرة المصرية وحتى أصحاب الفكرة في حرج شديد!
وعلى الرغم من أن اللاعب إمام عاشور قد فاز بلقب نجم المباراة وجائزتها التي بلغت 50 ألف دولار لأنه سجل الهدف الأول وهز شباك فريقه السابق وهز سكون المباراة، ثم صنع الثاني لزميله محمد مجدي قفشة الذي عاد به إلى الحياة، رغم ذلك إلا أن النجومية الحقيقية كانت للمهرجان وأصحابه.
فعمرو دياب يشدو مع الجماهير قبل الانطلاقة، وأحد أفضل حكام العالم، مفتول العضلات، البرازيلي يديرها، ومخرج نهائيات كأس العالم يرسم لوحاتها، في نقل ممتع لجماهير المنازل، والمدرب الأشهر مورينيو محللاً، ليس هذا فحسب، بل حاملاً لكأس البطولة، وعلى يساره نرى البرازيلي الظاهرة رونالدو بفانلة الأهلي، وعلى يمينه الإيطالي المحبوب توتي بفانلة الزمالك.
آخر الكلام
المهرجان الكروي بألعابه النارية وعروض الليزر، وأهازيج الجماهير، وروعة التنظيم وفكرة الاستضافة، تزيد العلاقات عمقاً، وترفع من قيمة اللعبة واللاعبين، وتلفت الانتباه لموسم الرياض وصناعه ، نعم كانت ليلة ولا في الأحلام.