على غرار أفلام فريد شوقي القديمة في السينما المصرية كان الوصل في دوري أدنوك للمحترفين هذا الموسم «بطلاً حتى النهاية».

تجلى ذلك في مباراته الأخيرة أمام العين في دار الزين، وكانت مباراة ذات طبيعة خاصة جداً، ومذاق مختلف كما الشهد في معانيها، كونها جمعت بين بطل آسيا المغوار، الذي أبعد عن طريقه كل الكبار، وبطل الثنائية الإماراتية المحلية (الدوري وأغلى الكؤوس)، الذي أبعد عن طريقه كل أقرانه الكبار على طريقة «رايح جاي»، ولم يستثنِ أحداً، حتى بطل آسيا، وكان ذلك هو الآخر حدثاً فريداً لم يحدث من قبل.

حقيقة الأمر أنني لم أتوقف كثيراً عند خسارة الزعيم العيناوي، فقد كان خارجاً لتوه من المعركة اللذيذة، وفي غمرة أفراحه وأفراح أمته العيناوية، وكنا جميعاً قد آمنا بفكرة الوجهين المحلي والآسيوي، بل كنا سعداء بها، ولم يكن يهمنا سوى اكتمال الفكرة والمشهد، وآمنا أيضاً بأفكار المدرب الأرجنتيني كرسبو، لا سيما في ما يتعلق بطريقة الأداء وترويض فكرة رأس الحربة الوهمي مع اللاعب سفيان رحيمي، وتفعيل دور لابا، رأس الحربة الأصلي وأخطر مهاجم محترف على الإطلاق في الوقت المناسب في المباراة الأخيرة، ليسجل هدفين من أغلى أهدافه، يؤمن بهما تثبيت اللقب الآسيوي الذي لا يعادله رقم آخر.

وفي الوقت الذي لم تكن تعنينا فكرة خسارة العين في آخر أيامه بالدوري، كان الأمر يبدو عكس ذلك للبطل الوصلاوي، الذي أراد أن يعطي به دلالة أن فكرة استمرار الفوز هذا الموسم فكرة مبدئية كأنها أسلوب حياة، فالتنظيم هو التنظيم، والجدية هي الجدية، وكأنه يحاكي ما سوف يكون عليه في الموسم المقبل.

آخر الكلام

نترقب جميعاً اليوم احتفالات تسلم الدرع عندما يلتقي الإمبراطور مع صديقه اللدود وجاره العميد النصراوي في ملعب زعبيل، وحسناً فعلت رابطة المحترفين بقرار انتقال المباراة إلى ملعب البطل، وحسناً فعل النصر العريق بالموافقة وطيب الخاطر. نعم نحن ننتظر اللحظة الوصلاوية باشتياق، فما أحلى أن يعود للثنائية التاريخية ولو طال الغياب!