تظل قصة المدرب الألماني يورغن كلوب مع ناديه السابق ليفربول قصة وفاء بلا حدود، لم يكن يقول كلمات لا يعنيها، عندما أعلن عند رحيله أنه لن يدرب نادياً إنجليزياً آخر، اعتزازاً بالفترة الطويلة الخصبة، التي قضاها في ليفربول النادي والمدينة، فقد كان الحب الذي جمع بينهما بمثابة قصة تُروى، وتتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
لقد برهن المدرب مؤخراً عن صدقه عندما رشحوه لتولي تدريب المنتخب الإنجليزي بديلاً للمدرب غاريث ساوثغيت، الذي تم إعفاؤه إثر خسارة الإنجليز للمباراة النهائية أمام الإسبان في يورو 2024 بألمانيا. قال كلوب ما معناه: «أنا لا أعرف ماذا سيحدث مستقبلاً، لكني على يقين أنني لن أعود للتدريب قبل انقضاء عام 2025، وأنا على يقين أيضاً أنني لن أدرب نادياً إنجليزياً آخر بعد ليفربول».
وهكذا يعتذر بلباقة عن تدريب المنتخب الإنجليزي حالياً، وتدريب أنديتها مستقبلاً.
هكذا يتعامل المدرب صاحب الجاذبية الخاصة جداً، والذي يساوونه بالفيلسوف غوارديولا كأفضل مدربي العصر، ولا شك في أن مثل هذه المواقف من شأنها أن تزيد يورغن كلوب قيمة وقامة، إنها العملة النادرة في زمن التكالب وانتهاز الفرص، وجري الوحوش نحو اكتناز الأموال!
والأمر الذي لا شك فيه أن الدروس المستفادة من يورو 2024 كثيرة، ومهمة لا سيما في بلدان تواقة لبلوغ العالمية مثل بلادنا سواء في عالم التدريب، أو في كيفية تشكيل المنتخبات، فلقد رأينا تشكيلة الفريق الإسباني البطل مثلاً، والتي كانت تعتمد دائماً على المزج بين اللاعبين الشباب، واللاعبين أصحاب الخبرة، هذا المزج الجميل الفعال كان وراء روعة الإسبان وفاعليتهم وبطولتهم، التي حطمت كل الأرقام القياسية، وهي التي دفعت الكثيرين للاعتقاد أن مدرب المنتخب الإسباني «دي لابولتي» كان النجم الأول لمنتخب بلاده، رغم تألق اللاعب رودري، صاحب لقب أفضل لاعب في أوروبا، ورغم التألق غير العادي لأصغر اللاعبين وهو لامين جمال.
آخر الكلام
نهدي قصة التشكيل الإسباني لمدرب منتخب الإمارات البرتغالي باولو بينتو، كما نهديه أيضاً ضرورة أخذ الحق في الإعداد المناسب «كماً ونوعاً» حتى يحقق منتخب الإمارات حلم اللحاق بمونديال 2026.