عندما بدأت كتابة هذا المقال إذا بي أجدني في حيرة من أمري.. هل تكون البداية والسبق للفوز التاريخي للمنتخب المغربي الذي أحرز الميدالية البرونزية الكروية في أولمبياد باريس، وأهدى العرب جميعاً وليس بلده فقط هذا الإنجاز الذي يحدث لأول مرة في تاريخ العرب، أم أبدأ بهذه الهزيمة التي لحقت بالمنتخب المصري والذي خسر ليس بهدف ولا بهدفين ولا بثلاثة بل بنصف دستة من الأهداف!!
وقد يتبادر إلى ذهن القارئ العزيز أنه لا داعي للحيرة فالأولوية تكون بالطبع للإنجاز المغربي لاسيما أنه غير مسبوق، وأقول إنني أتوافق مع هذا الرأي، وما كان سيكون للحيرة مكان لو كانت الهزيمة بهدف أو بهدفين لكنها بالستة !! وفي مهنتنا فالسبق دائماً يكون للشيء الغريب الذي يثير دهشة الناس واستغرابهم!!
عموماً دعونا نبارك ونهنئ المغرب الشقيق فهو لا يستحق فقط البرونزية فهناك من يرى وأنا معهم أنه كان يستحق الذهبية بهذا الأداء الكروي الملفت الراقي، فأسود الأطلس يجنون ثمار العمل الجاد والفكر الاحترافي ويواصلون القفزة المنطقية منذ أن أبهروا الجماهير بما فعلوه في مونديال قطر.
أما عن الكرة المصرية فلا تسل فهي تجني ثمار التخبط والعشوائية والانشغال بالمعارك الخاصة التي لا تنتهي، بل الانشغال بحكايات الأهلي والزمالك التي أصبحت وبالاً على الكرة المصرية، ويكفيك أن تعلم أن الناس انشغلت بفوز الأهلي بالدوري المصري أكثر من انشغالها بهزيمة منتخب بلادها بالستة!!
آخر الكلام
قال أحدهم هنيئاً لنادي العين باللاعب المبدع سفيان رحيمي الذي دخل التاريخ بالفوز بلقب هداف الأولمبياد برصيد 8 أهداف، ولكونه اللاعب الوحيد في التاريخ الأولمبي الذي يسجل في كل المباريات، نعم هنيئاً للعين بسفيان، لا خلاف، لكن لو سألتم سفيان نفسه فسيقول: (هنيئاً لي بالعين، فهو صاحب الفضل) اسألوا دوري أبطال آسيا.