عندما يسألونك عن صانع الفرح وجالب السعادة، عندما يسألونك عن الفريق السوبر، اسم على مسمى، وكأن هذا اللقب قد اخترعوه من أجله، فهم بالتأكيد يحدثونك عن ريال مدريد.فريق عندما يلعب النهائيات الكبرى لا يعرف إلا الفوز والانتصارات، أنا لا أتذكر على الأقل فيما هو منظور من السنوات الأخيرة أنه قد انهزم، وكأن الرياضة التي تقوم أصلاً على مفاهيم الفوز والخسارة قد استثنته.
يحقق الفوز السادس في بطولة السوبر الأوروبي وهو رقم قياسي يتجاوز به مواطنه ونده التقليدي برشلونة وميلان الإيطالي العريق بألقابهما الخمسة، والأمر المثير للدهشة أن مدربه أنشيلوتي هو من الصنف نفسه، مدرب من نوع آخر استثنائي، هو مثله من النوع السوبر، فقد حقق خمسة ألقاب من هذه الألقاب الستة، ولم يكتفِ بذلك في مشواره مع الريال بل قد وصل معه إلى الرقم الرابع عشر من البطولات بمختلف أنواعها.
كلها إذن مشاهد (سوبر) حقيقية وليست مجرد كلمات أو مسميات، حتى وأنت تتابع المسيرة الأولى للاعب الفرنسي مبابي مع هذا الفريق التاريخي، تجدها هي الأخرى بداية سوبر، فها هو يسجل من اللحظة الأولى، ويضع في رصيده أول الألقاب السوبر مع فريقه الجديد.
آخر الكلام
عندما سألوا المدرب الألماني يورغن كلوب وهو يقرر الرحيل عن ليفربول ويعلن اعتزاله المؤقت عن عالم التدريب، عندما سألوه عن عالم كرة القدم ومهنته كمدرب قال ما معناه (إنها لعبة إسعاد الجماهير، تجلب لهم الفرح، تعينهم على مواجهة متاعب الحياة وصعوبتها ربما لبعض الوقت الذي يزحفون فيها إلى المدرجات لكي يعيشوا لحظات سعيدة).
هذه الكلمات التي تلخص فلسفة الرياضة بانتصاراتها وألقابها تجدها متجسدة في ريال مدريد السوبر المتخصص في إسعاد جماهيره في كل بلاد الدنيا وليس إسبانيا وحدها. هنيئاً لكل (ريال) قرر أن يسعد بمناصرة هذا الفريق وتشجيعه.