ونحن نعيش هذه المرحلة من التصفيات النهائية والحاسمة المؤهلة لكأس العالم 2026، وبعد أن أبلى منتخبنا الوطني بلاءً حسناً في أولى مبارياته، وتفوق على شقيقه القطري بالثلاثة، وتصدر مجموعته، نعم.. ونحن نعيش هذه النشوة نتذكر تصفيات سنغافورة عام 89 التي أهلت الأبيض الإماراتي إلى نهائيات مونديال إيطاليا 90 لأول مرة، فكل من عاصر هذا الإنجاز كان يشعر بالفخر، لأن المنتخب صعد عن جدارة، ولم يخسر، وكان شعاره أيامها يعتمد على سياسة الخطوة خطوة، والتعامل مع كل مباراة وكأنها المباراة النهائية التي ستحملنا إلى المونديال، كانت سياسة حكيمة أسفرت في النهاية عن تحقيق الحلم والتأهل إلى المونديال برقم قياسي عالمي لم يحققه إلا منتخب الإمارات، لأنه صعد إلى النهائيات وعمره الكروي لم يكن يجاوز الـ 18 عاماً، وكان ذلك حديث القاصي والداني عربياً وغير عربي.
اليوم ومنتخبنا يستعد لملاقاة المنتخب الإيراني في مباراته الثانية بمدينة العين، نريد أن نستلهم تجربة سنغافورة الفريدة والعاقلة، وأن نلعب كل مباراة وكأنها نهائي بطولة بصرف النظر عن اسم المنافس وقدراته، لا سيما بعد المفاجآت المدهشة التي أسفرت عنها مباريات الجولة الأولى، والتي أكدت تقارب المستويات، وأن الحلم المونديالي يتسع للجميع وليس لمنتخبات بعينها، كما جرت العادة في المرات السابقة.
آخر الكلام
أمام أعيننا مباراة قطر الماضية، أمامنا مستوانا المتواضع في الشوط الأول، ومستوانا المختلف كلياً في الشوط الثاني، أن نلاقي إيران من حيث انتهينا، وفي معيتنا ثقة كبيرة في النفس وروح وثابة وجماهير مناصرة ومؤازرة، ومع كل هؤلاء ذكريات سنغافورة الجميلة، وسياسة الخطوة خطوة، والتعامل بالعقل، كما تقتضيه إمكانات المنافس وسيناريو المباراة، والله الموفق يالأبيض.