كانت كل العيون تتوجه صوب مباراة الوصل والوحدة في دور الـ16 لكأس رئيس الدولة لكرة القدم، ليس فقط لأنها أوقعت الفريقين الكبيرين في دور مبكر جداً، وليس فقط لأنها بمثابة نهائي مبكر يستحق المشاهدة، لكن أيضاً لمعرفة كيف سيكون حال الوصل تحديداً بعد أن تعرض بطل ثنائية الموسم الماضي لنتائج غير متوقعة، تلقى فيها سلسلة من الهزائم من الكبار المنافسين ومن المجتهدين الحالمين على حد سواء. وعلى الرغم من أن منافسه الوحداوي من النوع العنيد كونه أحد الفرق التي أحدثت ذكريات مؤلمة لدى الوصلاوية قديماً وحديثاً، إلا أننا رأينا فرقة «الفهود» في تلك المباراة وكأنها لا تريد الفوز فقط، بل تريد أن تثأر ليس من الوحدة فحسب بل من الظروف والأيام والآلام!
انتفض البطل.. خرج من النفق المظلم.. عاد لسيرته الأولى.. لم يسجل هدفاً واحداً، بل فاز بالثلاثة، وقدم شيئاً مما عنده، شيئاً من روائع الموسم الماضي، أبعد الوحدة القوي وأخرجه من بطولة الكأس مبكراً وشق طريقه نحو الدور ربع النهائي، مدافعاً عن لقبه ومستعيداً مساحة لا بأس بها من الأرض التي اهتزت تحته بشدة من بداية هذا الموسم، وحتى ما قبل لقاء ثلاثية الوحدة لتخرج جماهيره العريضة منتشية بعد طول انتظار.
آخر الكلام
يفوز الشارقة ويمضي قدماً في بطولة الكأس كما هو حاله في صدارة دوري أدنوك للمحترفين، الفوز جاء بهدفين على حساب النصر الذي لم يحيرني وحدي بل حير كل من شاهده، تبحث عن الأسباب فتجد تبايناً شديداً من المتابعين، منهم من يقول الدفاع، ومنهم من يشير إلى المحترفين الأجانب، ومنهم من يقول المزاجية، فتارة تراه متألقا لا يقاوم، وتارة أخرى تجده حملاً وديعاً، وكان طبيعياً أن تهجره جماهيره المعذبة، فلم يشفع له تاريخه ومكانته وعمادته.